الجمعة 13 Sep / September 2024

"لنتساند حتى لا نغرق".. شهادة مؤثرة لشاعر ليبي قضى في سيول درنة

"لنتساند حتى لا نغرق".. شهادة مؤثرة لشاعر ليبي قضى في سيول درنة

شارك القصة

"العربي" يبث مشاهد جوية من مدينة درنة بعد الإعصار (الصورة: فيسبوك)
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من قصيدة للشاعر الليبي مصطفى الطرابلسي الذي قضى في فيضانات درنة.

نعى كتّاب وشعراء في ليبيا وخارجها، أمس الأربعاء، الشاعر مصطفى الطرابلسي الذي كان ضمن ضحايا السيول والفيضانات التي ضربت مدينة درنة بعد الإعصار "دانيال" الذي ضرب شرق البلاد يوم الأحد الماضي.

وتتواصل في مدينة درنة المدمرة شرقي ليبيا عملية إحصاء عدد ضحايا الفيضانات ودفن القتلى، في وقت تتزايد فيه المخاوف من ارتفاع الحصيلة عن أكثر من 5300، وهي الحصيلة المؤقتة التي أعلنتها الحكومة المكلفة من البرلمان حتى الآن.

"لنتساند كي لا نغرق"

ووصف مثقفون وناشطون الطرابلسي بـ"شاعر درنة" الذي كان آخر ما تركه على حسابه في منصة فيسبوك، هو منشور يشيد فيه بالوحدة بين الليبيين تجاه الكارثة التي حلت ببلادهم.

وقال الطرابلسي في منشوره يوم الأحد الأخير: "لا أحد يستطيع إلاّ أن يُعجب بهذا النسيج الليبي المتوائم، وهذه النخوة الليبية التي تبانُ عند كل شدة، ومن قال: إنَّ ليبيا ليست واحدة؟".

وأضاف الطرابلسي في منشور آخر، يوم الأحد أيضًا: "ليس لنا في هذه الشدة إلا بعض، لنتساند حتى لا نغرق". 

والطرابلسي هو واحد من أبرز وجوه المدينة الذين ولدوا فيها، وله قصيدة شهيرة أبان صعود حركات متطرفة عام 2006 في المدينة قال فيها: "درنة كانت طفلة جميلة بالدلال ازدانت، من ظلم ياما ومن مصائب عانت".

وقد أعاد الناشطون بكثرة تداول القصيدة مع الكارثة التي حلت فيها منذ يوم الأحد الماضي. 

وتعرض الشاعر الطرابلسي للخطف على يد مسلحين عام 2016، لساعات معدودة قبل إطلاق سراحه، علمًا بأنه نجل رئيس محكمة استئناف الجبل الأخضر السابق، عبد العزيز الطرابلسي، الذي تعرض لمحاولة اغتيال عام 2014، كذلك فإن الشاعر الراحل هو حفيد أحد أعلام المدينة، وهو الشيخ مصطفى الطرابلسي الذي سمي على اسمه. 

الشاعر الليبي، كان قد أعاد نشر قصيدة اسمها "المطر" خلال العاصفة، وتحديدًا، ليلة السبت، وجاء فيها على منصة فيسبوك: "المطر، يفضح الشوارع الرطبة، والمقاول الغشاش، والدولة الفاشلة". 

من منشورات الشاعر الليبي ليلة السبت قبل وفاته
من منشورات الشاعر الليبي ليلة السبت قبل وفاته - فيسبوك

وتظهر صور مروّعة على منصات التواصل الاجتماعي كارثة حقيقية حلت بمدينة درنة من شوارع مدمرة وأشجار مقتلعة إلى أشخاص يرفعون الأغطية عن الجثث الملقاة على الرصيف لمحاولة التعرف عليها.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنّ 30 ألفًا على الأقل شردوا من مدينة درنة المنكوبة، حيث لا يزال عدد الضحايا النهائي غير مؤكد بعد مرور العاصفة "دانيال"، فيما أطلقت مناشدات بتكثيف المساعدات الإنسانية الدولية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close