دقّت خدمة مراقبة المناخ في الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، ناقوس الخطر بشأن الزيادات الحادة في التركيزات القياسية للميثان في الغلاف الجوي، مشيرة إلى أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم "بهامش واضح".
وتعرّضت البلدان في جميع أنحاء العالم، لسلسلة كبيرة من كوارث الطقس المرتبطة بالاحترار العالمي في السنوات الأخيرة، بما في ذلك حرائق الغابات القياسية في جميع أنحاء أستراليا وسيبيريا، وموجة حرارة استثنائية في أميركا الشمالية تحصل مرة واحدة في كل ألف عام، وموجة أمطار غزيرة تسببت بفيضانات في آسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا.
وأكدت خدمة "كوبرنيكوس لتغير المناخ" (C3S)، في أحدث تقييم سنوي لها، أن عام 2021 سجّل أعلى درجة حرارة على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، وأدفأ بشكل هامشي من عامي 2015 و2018.
وأشارت إلى أن متوسط درجة الحرارة السنوية كان 1.1 إلى 1.2 درجة مئوية فوق المستويات التي سُجّلت في عصر ما قبل الصناعة، وتمّ قياسها بين عامي 1850 و1900.
وقال كارلو بونتمبو، مدير الخدمة: "يُضاف عام 2021 إلى الأعوام الأكثر حرًا، حيث شهدنا موجات حر قصوى صيفًا في أوروبا، وموجات حرّ في دول البحر المتوسط، ناهيك عن درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقة في أميركا الشمالية".
واعتبر أن "هذه الأحداث هي تذكير صارخ بالحاجة إلى تغيير أساليبنا، واتخاذ خطوات حاسمة وفعّالة نحو مجتمع مستدام والعمل على خفض صافي انبعاثات الكربون".
تدفّق غاز الميثان
كما رصدت الخدمة تركيزات غازات الاحتباس الحراري لثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، ووجدت أن كليهما قد زاد دون أي علامة على التباطؤ.
وتبيّن أن نسبة غاز الميثان ارتفعت بشكل خاص "بشكل كبير للغاية"، لتسجّل رقمًا قياسيًا سنويًا يبلغ حوالي 1876 جزءا في المليار.
وبلغت معدلات الزيادة لعامي 2020 و2021، 14.6 جزءا في المليون في السنة، و16.3 جزءا في المليون في السنة، على التوالي. ويُمثّل هذا أكثر من ضعف متوسط معدل النمو السنوي الذي شهدناه خلال السنوات الـ17 الماضية.
وقال فينسينت هنري بيوخ، مدير خدمة مراقبة الغلاف الجوي في "كوبرنيكوس"، التي تتعقب الزيادة في غازات الاحتباس الحراري، إن أدلة المراقبة كانت حاسمة في الجهود المبذولة لتجنّب "كارثة مناخية".
ومن شأن تقليل كمية الميثان التي تتسرّب إلى الهواء، أن يؤدي إلى تباطؤ في ارتفاع درجات الحرارة، ويُساعد على سدّ ما يُسمّى بفجوة الانبعاثات بين هدف اتفاقية باريس المتمثل في وضع سقف 1.5 درجة مئوية على الاحترار، و2.7 درجة مئوية التي نتجه إليها حتى لو تحترم جميع الدول وعودها بخفض انبعاثات الكربون.
وقال روان ساتون، من المركز الوطني البريطاني لعلوم الغلاف الجوي بجامعة ريدينغ، إنه بينما يبدو الاحتباس الحراري تدريجيًا، فإن تأثيره على الأحداث المتطرّفة "دراماتيكي".
وقال: "يجب أن تُعتبر الكوارث الطبيعية التي شهدها عام 2021، والتي حطّمت الرقم القياسي، مثل موجة الحر في كندا والفيضانات في ألمانيا، دافعًا للسياسيين والشعب على حد سواء لإدارك التداعيات الخطيرة لتغيّر المناخ".