واصل الاحتلال الإسرائيلي ليل السبت الأحد، قصفه المكثف على مختلف مناطق غزة، وسط تصدي المقاومة الفلسطينية في القطاع لقواته.
وقد تحدث الصحافي إسلام بدر لـ"العربي" عن استمرار القصف على مخيم جباليا في شمال غزة، لافتًا إلى أن المدفعية الإسرائيلية لا تتوقف عن القصف وتشكل الهاجس الأكبر بالنسبة للمواطنين.
وأضاف أن هؤلاء يشعرون بأن المدفعية الإسرائيلية لا تميز بين منطقة حرب أو منطقة مأهولة أو مدرسة نازحين أو أي موقع آخر.
وكذلك أشار إلى اشتباكات ضارية شهدتها الليلة الماضية بين المقاومة وقوات الاحتلال، حيث سُمع صوت تبادل إطلاق نار في المناطق الغربية من شمال القطاع.
وبدر توقف عند وصول عدد من الجرحى ليلًا إلى المراكز الطبية أو نقاط الإسعاف الأولي في مراكز الإيواء، نتيجة قصف الاحتلال للمدنيين.
ولفت إلى أن مزيدًا من الشهداء والمصابين يصلون صباح كل يوم إلى المراكز الطبية، لأن عددًا ممن يصابون في ساعات الليل يبقون ملقيين عند قارعة الطريق أو داخل منازلهم ولا يستطيع الأهالي التحرك بهم وإلا فسيتم قصفهم أو استهدافهم.
وبينما استعرض حال بعض المستشفيات في شمال قطاع غزة، لفت إلى أن مستشفى كمال عدوان كان شهد مجزرة بحق المبنى والنازحين والمرضى والطاقم الطبي.
كما قال إن مستشفى العودة في تل الزعتر لا يُعرف ما الذي يجري داخله ويحاصره الاحتلال منذ أيام عديدة، مشيرًا إلى أن ما حصل في مستشفى كمال عدوان يلقي أسئلة حول السيناريو الخاص به.
إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية أمس السبت إنها شاركت في مهمة مشتركة للأمم المتحدة لتسليم إمدادات صحية إلى مستشفى الشفاء في غزة وتقييم الوضع هناك.
وأضافت المنظمة أن الفريق قام بتسليم أدوية ومعدات جراحية وأدوات جراحة العظام ومواد التخدير وعقاقير إلى المستشفى الذي "يعمل حاليًا بالحد الأدنى" من الطاقة التشغيلية، داعية إلى مواصلة تسهيل الدخول إليه لتلبية الاحتياجات العاجلة في شمال غزة.
"تمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار"
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة "صنداي تايمز"، أن "عددًا كبيرًا جدًا من المدنيين قتلوا" في هذه الحرب.
وأضافا أن "علينا أن نفعل كل ما باستطاعتنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى سلام دائم. وكلما أتى ذلك عاجلًا، كلما كان أفضل - الحاجة عاجلة".
ومع ذلك، قال الوزيران إنهما "لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائمًا بطريقة ما، هو السبيل للمضي قدمًا"، حيث اعتبرا أن هذا الأمر "يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها"، على حد زعمهما.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت مساء الثلاثاء بغالبية ساحقة على قرار غير ملزم يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، لكن بريطانيا امتنعت عن التصويت.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 18800 فلسطينيًا، وإصابة 51 ألفًا آخرين، وأزمة إنسانية متفاقمة.