الإثنين 2 Sep / September 2024

غزة تطوي اليوم 71 من العدوان.. غارات مكثفة وانتهاكات إسرائيلية جديدة

غزة تطوي اليوم 71 من العدوان.. غارات مكثفة وانتهاكات إسرائيلية جديدة

شارك القصة

الاحتلال يحول قطاع غزة إلى أمكنة للدمار والخراب - الأناضول
الاحتلال يحول قطاع غزة إلى أمكنة للدمار والخراب - الأناضول
طغى ملف الأسرى على المشهد في اليوم الـ71 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وسط إقرار الاحتلال بصعوبة معاركه مع المقاومة.

طوى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ71 وسط تصاعد في الغارات الجوية والبرية والبحرية على مناطق مختلفة من القطاع سواء في شماله أو جنوبه.

ونفذت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" هجومًا على نقطة لتجمع جنود الاحتلال في منطقة جحر الديك شرقي قطاع غزة، مؤكدة إيقاع قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال.

وبينما طغت على المشهد الداخلي عملية قتل الجيش الإسرائيلي لثلاثة من أسراه في حي الشجاعية "عن طريق الخطأ"، قالت هيئة البث الرسمية العبرية، إنّ حكومة الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو تدرس مقترحًا جديدًا لإطلاق سراح "الرهائن" في غزة وسط إقرار وزير الأمن يوآف غالانت بصعوبة المعارك داخل غزة.

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، إنها ترفض فتح أيّ مفاوضات بشأن تبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان نهائيًا، موضحة أنها أبلغت موقفها لجميع الوسطاء.

قصف مكثف على شمال غزة وجنوبها

وقصفت قوات الاحتلال مناطق مختلفة في أنحاء قطاع غزة السبت بما في ذلك مبنى جمعية الشبان المسيحيين في مدينة غزة، حيث أفادت تقارير بسقوط العشرات من الشهداء والمصابين، وذلك على الرغم من تجديد دعوة الولايات المتحدة إلى تضييق نطاق العدوان والتركيز على استهداف قادة حماس.

وقال سكان في قطاع غزة، إنّ القتال والقصف تكثفا في أحياء الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبلدة بيت حانون في الشمال، وفي وسط مدينة خانيونس وشرقها وشمالها.

واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر طائراتها الحربية ومدفعيتها وزوارقها، منازل المواطنين الفلسطينيين والمستشفيات، في النصيرات والشجاعية وغزة، وخانيونس ورفح، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وقالت الوكالة الرسمية إنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مربعًا سكنيًا في محيط مسجد الدعوة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لارتقاء وإصابة عشرات المواطنين، في ظل وجود العشرات تحت الركام دون تمكن الدفاع المدني وطواقم الإسعاف من الوصول إليهم.

وأضافت الوكالة أن طائرات الاحتلال الحربية بالتزامن مع قصف مدفعي، استهدفت حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة.

استهداف مستشفى كمال عدوان

من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ قوات الاحتلال داست خيام النازحين بالجرافات العسكرية في ساحة مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، ودفنت عشرات المرضى والنازحين أحياء.

وأشارت الوزارة إلى أن قوات الاحتلال تستهدف أي شخص يتحرك في محيط مستشفى كمال عدوان، بعد أن دمرته بالكامل، دون التمكن من معرفة الوضع الراهن في المستشفى بسبب قطع الاتصالات في القطاع.

وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة إن الاحتلال الإسرائيلي تعمد إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء، في ظل أجواء البرد الشديد واعتدت على الكوادر الطبية، ما شكل تهديدًا جديًا على حياة الجرحى والمرضى، كما دمر الجزء الجنوبي للمستشفى.

وأشارت إلى أن 12 طفلًا ما زالوا داخل الحاضنات بالمستشفى دون ماء ولا غذاء، بعد أن منع الجيش الإسرائيلي إجلاءهم، وفق شهادات الطواقم الطبية.

من جهته، قال القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، إنّ الجرافات الإسرائيلية دفنت عشرات النازحين والمرضى والجرحى وهم أحياء، داخل وفي محيط مستشفى شمالي قطاع غزة.

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي عقده في بيروت: "ما ارتكبه الجيش الإسرائيلي داخل وفي محيط مستشفى كمال عدوان (شمال القطاع)، يمثل مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين والنازحين".

وتابع: "قامت جرافات العدو بدفن عشرات النازحين والمرضى والجرحى وهم أحياء داخل مستشفى كمال عدوان، في مشهد لا يمكن أن يحصل في هذا العصر إلا على أيدي النازيين الجدد".

أمّا المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فقد أعلن إنهاء الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مستشفى كمان عدوان شمال قطاع غزة، باعتقال 90 شخصًا.

جيش الاحتلال يقتل أسراه

وبالنسبة إلى ملف الأسرى، فقد ألمح رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو السبت على ما يبدو إلى أن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة الأسرى لدى حركة "حماس".

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي، إن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح المحتجزين في نوفمبر/ تشرين الثاني، مضيفًا: "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".

وجاء ذلك بينما كشف تحقيق "مبدئي" للجيش الإسرائيلي بأنّ الأسرى الثلاث الذين قتلتهم قوات إسرائيلية عن طريق الخطأ في غزة كانوا يرفعون راية بيضاء، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي.

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي، إنّ جنديًا شاهد الأسرى يظهرون على بعد عشرات الأمتار من القوات الإسرائيلية في الشجاعية، وأشار إلى أنها منطقة قتال عنيف في شمال غزة حيث ينفذ مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عمليات بالزي المدني ويستخدمون أساليب خداعية، وفق تعبيره.

وقال المسؤول للصحفيين في إفادة عبر الهاتف: "كانوا جميعًا بلا قمصان ومعهم عصا عليها قطعة قماش بيضاء. شعر الجندي بالتهديد وفتح النار وأعلن أنهم إرهابيون، ففتحت (القوات) النار وقُتل اثنان منهم على الفور".

وذكر المسؤول أن الثالث أصيب وتراجع إلى مبنى مجاور، حيث طلب المساعدة باللغة العبرية. وأضاف: "على الفور أصدر قائد الكتيبة أمرًا بوقف إطلاق النار، لكن مرة أخرى حدث إطلاق نار آخر باتجاه الشخص الثالث ومات أيضًا... كان هذا مخالفًا لقواعدنا في الاشتباك"، حسب قوله.

عائلات الأسرى تطالب بـ"وقف القتال"

وفي سياق متصل، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حكومة نتنياهو بـ"وقف القتال وبدء مفاوضات" مع حركة حماس لتأمين الإفراج عنهم.

وقالت نوام بيري ابنة الأسير حاييم بيري: "لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات"، وذلك خلال تجمع في تل أبيب السبت غداة إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتل "عن طريق الخطأ" ثلاثًا من الأسرى خلال عملية عسكرية في قطاع غزة.

بدوره، قال روبي تشين والد إيتاي تشين وهو أسير يبلغ 19 عامًا: "يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية: من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة".

وأضاف "أخبرونا في البداية بأن العملية البرية ستعيد المخطوفين. إن الأمور لا تسير كذلك لأنه مذاك، عاد مخطوفون لكن ليس جميعهم أحياء. لقد حان الوقت لتغيير تلك الفرضية"، وفق تعبيره.

ووفقًا لإحصاءات إسرائيلية فقد قتلت "حماس" خلال هجومها في 7 أكتوبر الماضي على مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت نحو 239 بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفًا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close