الأحد 17 نوفمبر / November 2024

الاعتداء على المقدسات.. هل يسعى الاحتلال لإشعال صراع ديني في فلسطين؟

الاعتداء على المقدسات.. هل يسعى الاحتلال لإشعال صراع ديني في فلسطين؟

شارك القصة

نافذة تتناول دلالات اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات في فلسطين (الصورة: الأناضول)
تستمر الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات الدينية من دون أن تفرق بين المقدسات المسيحية والإسلامية، تاركة ندوب لا تنمحي من ذاكرة الفلسطينيين.

تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات الدينية في مدينة القدس المحتلة وسائر الأراضي الفلسطينية من دون توقف، لكن من بين كم الجرائم المتراكمة يبقى لعدد منها ندوب لا تنمحي من ذاكرة المكون الفلسطيني. 

ففي فجر 21 أغسطس/ آب 1969 استيقظ الفلسطينيون على ضوء ألسنة اللهب تأكل الجناح الشرقي من المسجد الأقصى عقب إقدام مستوطن يهودي متطرف من أصول أسترالية على إشعال النيران عمدًا في جنباته. 

اعتداءات متتابعة

وعقب ذلك بأعوام عديدة مرورًا بمئات الاعتداءات المتتابعة ضد المسجد الأقصى، ففي سبتمبر/ أيلول 2000 قرر رئيس الوزراء الراحل أرئيل شارون اقتحام المسجد الأقصى، وكان وقتها وزيرًا في حكومة إيهود باراك، لتنطلق بذلك الشرارة التي أشعلت أتون انتفاضة الأقصى.

ففي اليوم التالي لاقتحام شارون وتحديدًا في 29 سبتمبر 2000، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة في المسجد الأقصى راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين. 

وعند الحديث عن المجازر بحق المقدسات، تقفز إلى الذاكرة مشاهد مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حين وقف المستوطن باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم لتسفر المجزرة عن استشهاد 29 مصليًا وإصابة العشرات قبل أن ينقض مصلون على غولدشتاين ويقتلوه.

استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية

لم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية بل جاءت أيضًا على المقدسات المسيحية، فلم تسلم من أيادي قوات الاحتلال أو المتطرفين المستوطنين سواء بالحرق أو بالإغلاق.

وكان في مقدمة تلك الاعتداءات التسبب في إحراق مجمع كنيسة المهد عام 2002 خلال عملية الحصار الشهيرة، فضلًا عن تدمير عدد من المواقع في قطاع غزة أهمها كنيسة القديس بروفيروس في حي الزيتون عام 2014. 

ولم تفرق سلطات الاحتلال في انتهاكاتها بين القائم من تلك الأماكن الحاضرة وتلك الصامتة القابعة كالمقابر ومنها مقبرة مانيلا التي تتعرض لعمليات التهويد المنظم في مدينة القدس حتى تسببت الحفريات عام 2006 بظهور عظام الموتى.

كما تتعرض مقبرة باب الرحمة لعملية تجريف لتوسيع طريق معبد يستعمله مستوطنون للوصول إلى البؤر الاستيطانية في محيط باب المغاربة وقرية سلوان.

صراع ديني 

وقد اعتبرت المتحدثة باسم اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس أمينة حنينية أن المحرك الأساسي في كل ما يجري في الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية هي غاية إسرائيل الأساسية في تحويل الصراع من صراع سياسي على الأرض إلى صراع ديني وهو ما يفجر الأوضاع.

وقالت في حديث إلى "العربي" من رام الله: "إن الوجود المسيحي في فلسطين على سبيل المثال يتعرض منذ عام 1997 للتهجير أو لاعتداءات مباشرة على رجال الدين أو الكنائس"، مشيرة إلى أن قائمة من الاعتداءات الإسرائيلية المتعددة. 

حرب ديموغرافية

وترى حنينية أن إسرائيل تخوض حرب الديموغرافية، حيث تحاول سلطات الاحتلال سلب الأراضي والاعتداء على أملاك الكنائس والاستيلاء عليها.

وتلفت إلى خطورة محاولة تحويل الصراع إلى صراع ديني وبالتالي الاتجاه إلى المربع العنفي الذي تملك فيه إسرائيل اليد الطولى على الشعب الفلسطيني. وتشبه اقتحام الأقصى الذي قام به الوزير المتطرف إيتمار بن غفير بما قام به شارون في السابق. 

وتعتبر حنينية أن الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال يملك المقاومة الشعبية على الأرض وسط مطالبته لدول العالم بالمناصرة. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close