عاشت إيران، الإثنين، على وقع الصدمة والحزن بعد الإعلان عن وفاة رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته والوفد المرافق لهما جراء حادث تحطم طائرة مروحية.
فقد أعلنت السلطات الإيرانية الحداد خمسة أيام على الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادث تحطّم مروحية مع ثمانية أشخاص آخرين من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
انتخابات رئاسية في يونيو
ومساء الإثنين، أعلنت إيران أنها ستجري انتخابات رئاسية في 28 يونيو/ حزيران المقبل وفق ما نقل الإعلام الرسمي.
وقال التلفزيون الرسمي: "تمت الموافقة على موعد الانتخابات خلال اجتماع لرؤساء السلطة القضائية والحكومة والبرلمان"، مضيفًا "بموجب الاتفاق المبدئي لمجلس صيانة الدستور، تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في 28 يونيو".
ويجب أولًا أن يخضع كل مرشح للتدقيق من جانب مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة رقابية محافظة بشدة استبعدت مرارًا مرشحين بارزين من المسؤولين المحافظين والإصلاحيين.
وكان التلفزيون قد أعلن اليوم الإثنين وفاة رئيسي ووزير الخارجية والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية، الأحد، في محافظة أذربيجان الشرقية (شمال غرب)، خلال عودتهما من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان، الأحد، بمشاركة الرئيس علييف.
ومن بين ركاب الطائرة الذين لقوا حتفهم "ممثل الولي الفقيه وإمام جمعة تبريز آية الله سيد محمد علي آل هاشم وحاكم أذربيجان الشرقية مالك رحمتي".
فتح تحقيق في سبب تحطم الطائرة
وتمكنت طائرة مسيرة تركية من طراز "أقينجي" من كشف موقع تحطم المروحية، والتي شاركت بأعمال البحث بناء على طلب إيراني للسلطات التركية. واستطاعت فرق الإنقاذ الوصول إلى حطام المروحية بعد جهود استمرت 15 ساعة.
وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري الإثنين، بإجراء تحقيق في سبب تحطّم المروحية التي كانت تقلّ الرئيس ومسؤولين آخرين.
وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) بأنّ باقري أمر "لجنة رفيعة المستوى بفتح تحقيق في سبب تحطّم مروحية الرئيس" الأحد.
وتجمع الآلاف في وسط طهران الاثنين تكريمًا لذكرى رئيسي وعبد اللهيان.
محمد مخبر يتولى مهام الرئاسة مؤقتًا
وكلّف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولّي مهام الرئاسة.
وقال خامنئي، الذي يتمتع بسلطة مطلقة وله القول الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني، في بيان "أعلن الحداد العام لمدة خمسة أيام وأقدم تعازي للشعب الإيراني العزيز".
وينصّ الدستور الإيراني على أن يتولّى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام الرئيس في حال الوفاة، على أن تُجرى انتخابات رئاسية في غضون 50 يومًا بعد الوفاة.
وعُيّن علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيرًا للخارجية بالوكالة خلفًا لحسين أمير عبد اللهيان.
وتدفقت رسائل التعزية على إيران من دول الجوار ومن أنحاء العالم بما في ذلك سوريا ومصر والإمارات وقطر والأردن والعراق وباكستان.
تعزية أميركية
وقدمت الولايات المتحدة الإثنين "تعازيها" إثر وفاة رئيسي في حادث تحطم مروحية، مستبعدة أن يكون لهذا الأمر "تأثير أوسع نطاقًا على الأمن الإقليمي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: "تعرب الولايات المتحدة عن تعازيها الرسمية بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وأعضاء آخرين في وفدهم في حادث مروحية في شمال غرب إيران".
وأضاف: "في وقت تختار إيران رئيسًا جديدًا، نكرر دعمنا للشعب الإيراني ونضاله من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للصحافيين: "لا أرى تأثيرًا أوسع نطاقًا على الأمن الإقليمي" بعد وفاة رئيسي.
وأضاف: "نواصل متابعة الوضع، ولكن ليس لدينا أي فكرة عن سبب الحادث"، مشددًا على عدم "ضلوع" الولايات المتحدة فيه، وموضحًا أن القوات الأميركية لم تغير وضعيتها بعد الحادث.
بوتين: "صديق حقيقي لروسيا"
بدوره، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الإيراني الراحل بأنه "صديق حقيقي لروسيا". وذكر الكرملين أن بوتين أجرى اتصالًا هاتفيًا مع مخبر أكدا خلاله "عزمهما المشترك لتعزيز التواصل الروسي الإيراني".
وأصدرت حركة حماس بيانًا تنعى فيه رئيسي وقالت: "خالص التعزية وعميق المواساة والتضامن... إثر الحادث المؤسف والفاجعة الأليمة... نعرب عن مشاركتنا الشعب الإيراني الشقيق مشاعر الحزن والألم وعن تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في هذا الحادث الأليم والمصاب الجلل الذي أودى بحياة ثلة من خيرة القيادات الإيرانية".
وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على "إكس": "يعبر الاتحاد الأوروبي عن خالص تعازيه في وفاة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان، بالإضافة إلى المرافقين لهما في حادث الطائرة الهليكوبتر. قلوبنا مع عائلات الضحايا".
ووقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت على وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما في حادث تحطم مروحية.
جاء ذلك قبيل بدء جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت، الإثنين، بناء على طلب روسيا، من أجل "مناقشة مسألة توريد الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا".
وجاء طلب الوقوف دقيقة صمت من روسيا والصين والجزائر.
وفي سياق متصل، ذكر وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو أن نظام الإشارة للطائرة الهليكوبتر التي تحطمت وهي تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أمس الأحد لم يكن مفعلًا أو أن الطائرة لم يكن لديها مثل هذا النظام.
وأضاف: "لكن (نعتقد) بأن نظام الإشارة لم يكن مفعلًا على الأرجح لسوء الحظ أو أن الطائرة الهليكوبتر لم يكن لديها نظام الإشارة هذا، لأن الإشارات لم (تظهر هذه المرة)".