طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة بأن تُثبت "حسن نواياها وعزمها" على إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015، حيث لم تفضِ أشهر من المحادثات غير المباشرة بين الدولتين إلى نتيجة.
وفي عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية أميركية واسعة النطاق على إيران، ما دفع طهران إلى انتهاك الحدود التي تكبح برنامجها النووي ضمن الاتفاق تدريجيًا.
ومنذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021، حاول الرئيس الحالي جو بايدن التفاوض على إحياء الاتفاق مقابل تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لكنّ المحادثات التي استمرت أشهرًا توقّفت منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات بالمطالبة بتنازلات.
وقال رئيسي في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء: "بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، انتهكت الولايات المتحدة الاتفاق، ويجب عليها إظهار حسن نواياها وعزمها، وبناء ثقة لإظهار حسن نواياها ورغبتها الحقيقية في الوفاء بالتزاماتها وقطع الطريق لنهايته".
رئيسي يدعو لرفع العقوبات الأميركية
كما دعا الرئيس الإيراني إلى رفع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده، مضيفًا: "لم تُحقّق النتائج المرجوّة منها. لقد حان الوقت لأن توقف الولايات المتحدة مسارها الخاطئ وتختار الجانب الصحيح".
وبينما أكد أنّ بلاده "لن تتنازل عن حقّها في الحصول على طاقة نووية سلمية"، شدّد على أنّ "لا مكان للأسلحة النووية في العقيدة الإيرانية العسكرية".
واتهم رئيسي الدول الأوروبية بعدم الالتزام بتعهداتها في ما يتعلّق بالاتفاق النووي، قائلًا: "يجب أن يفهوا أنّهم الخاسرون بتسريع مسار المواجهة المُكلف".
ومنذ انهيار المحادثات الأميركية-الإيرانية غير المباشرة قبل عام، يبحث مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن سبل للحد من أنشطة طهران النووية.
والشهر الماضي، توصّلت طهران وواشنطن إلى اتفاق بوساطة قطرية أسفر عن تبادل خمسة محتجزين الإثنين الماضي، وتضمّن الإفراج عن ستة مليارات دولار من أموال طهران المجمّدة في كوريا الجنوبية.
دعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
وفي الملفات الإقليمية، شدّد الرئيس الإيراني على أنّ ما تشهده سوريا وفلسطين واليمن وأفغانستان يُبين أنّ "مستقبل المنطقة سيتحسن عبر الثقة المتبادلة والتعاون"، وأنّ "الوجود الأجنبي من القوقاز إلى الخليج هو المشكلة الأساس".
وسأل: "ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال لفلسطين والاعتراف بها كدولة مستقلة؟ وألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية والسورية؟"، مشدّدًا على أنّ استمرار الاحتلال سيزيد من جرائم الكيان الصهيوني، وسيؤدي لاتساع نطاق جرائمه وتهديداته إلى بقية دول المنطقة.
وانتقد رئيسي انتشار الإسلاموفوبيا في الغرب والإساءة إلى القرآن الكريم، قائلًا: "هناك مخطط أكبر وراء اثارة الكراهية هذه، وربطه بحرية التعبير أمر مضلّل".
كما اتّهم الولايات المتحدة بتأجيج الحرب على أوكرانيا، مشدّدًا على أنّ طهران تدعم أي مبادرة لإنهاء هذه الحرب وبدء العملية السياسية، وأنّها مستعدة للعب دور بناء.
وقال رئيسي إنّ "رفض الولايات المتحدة أي خطة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا يُظهر أنّ لديها خطة طويلة المدى لإضعاف أوروبا".
وهاجم السياسات الأميركية والأوروبية التي تسعى للسيطرة على العالم، داعيًا إلى إنهاء الهيمنة الأميركية لتأسيس "نظام عالمي جديد واستبداله بالأنظمة والتعاون الإقليميين".