عقد وزارء خارجية حلف شمال الأطلسي اجتماعًا غير رسمي في برلين لمناقشة قضية ضم كل من فنلندا والسويد للحلف وتبعات الحرب الروسية على أوكرانيا.
ورغم تحفظات تركيا، أعرب الوزراء عن تأييدهم لهذه الخطوة التي تعارضها موسكو بشدة.
وباتت الدولتان الإسكندنافيتان على عتبة إنهاء الحياد، حيث أكد الرئيس الفنلندي سولي نينيستو الأحد أن بلاده ستتقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وتتفاوض فنلندا مع السويد من أجل تقديم طلب مشترك لعضوية الناتو، على أن تناقش القمة المقبلة في مدريد طلبي الانضمام، حيث تشير التوقّعات إلى إجماع مسبق على الموافقة عليهما.
وحذّرت موسكو من أن الخطوة الفنلندية ستلحق الضرر بالعلاقات الروسية الفنلندية.
وتشترك روسيا في حدود مع فنلندا طولها 1300 كيلومتر.
وللانضمام إلى عضوية الناتو، تحتاج أي دولة إلى موافقة أعضاء الحلف العسكري بالإجماع والبالغ عددهم 30 دولة.
"الحرب لن تنتهي قريبًا"
بدورها، لفتت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في الاجتماع إلى أن سلوك روسيا يصل إلى حد إلغاء اتفاق تعاون مع حلف شمال الأطلسي، يعود لعام 1997، من جانب واحد.
وأضافت بيربوك في مؤتمر صحفي: "أوضحت الحكومة الروسية أن القانون التأسيسي لحلف شمال الأطلسي وروسيا لم يعد يعني لها شيئًا. لذا علينا الآن الاعتراف بأن روسيا ألغت هذا القانون الأساسي من جانب واحد وليس حلف شمال الأطلسي".
وأكدت الوزيرة الألمانية على أهمية حلف الناتو قائلة: إن الحلف العسكري الغربي "أكثر أهمية من أي وقت مضى لأنه يعني الأمن بالنسبة لنا".
واستبعدت انتهاء المواجهات قريبًا، قائلة: "ندرك جميعًا أن هذه الحرب لن تنتهي قريبًا".
البني: ورقة ضغط روسية قوية
وأوضح بسام البني الباحث والسياسي أن الناتو لطالما فرض على موسكو أمورًا خارج إرادتها، وليس آخرها دفع فنلندا والسويد إلى تقديم طلب عضوية في الحلف.
وقال البنّي في حديث إلى "العربي" من موسكو: إن روسيا بدأت بالفعل بإجراءات عقابية ضد فنلندا، حيث قطعت الكهرباء عنها، وقررت قطع الغاز عنها.
وأوضح أن هناك ورقة قوية بيد روسيا، وهي اتفاقية قناة سايما التي تؤجرها روسيا لفنلدا والتي يمرّ عبرها حوالي 2 مليون طن من البضائع يوميًا إلى الأراضي الفنلندية.
وأوضح أن لتركيا أهدافًا من التحفّظ على طلب فنلندا الانضمام إلى الناتو، كما أنها تملك حقّ النقض، وإذا استخدمته فإنها تُنقذ أوروبا من حرب شاملة.