جدّد البابا فرنسيس، الأحد، دعوته إلى "إلقاء الأسلحة" و"إعادة بناء النسيج الاجتماعي" في الذكرى العاشرة للثورة السورية.
وقال البابا، خلال قداس الأحد في ساحة القديس بطرس: "أجدد دعوتي لأطراف النزاع لإظهار حسن نية وإعطاء بصيص أمل للشعب المنهك"، معربًا عن أمله في "التزام حاسم وبنّاء" من المجتمع الدولي لـ"إعادة بناء النسيج الاجتماعي، وإنهاء القتال، وإعادة الإعمار، وتحقيق النهوض الاقتصادي" في سوريا.
ووصف الحبر الأعظم السنوات العشر من النزاع الدامي بـ"واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في تاريخنا؛ عدد لا يحصى من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين وآلاف المفقودين، ودمار وعنف على أشكاله، ومعاناة غير إنسانية للشعب خصوصًا الفئات الأضعف كالأطفال والنساء والمسنين".
وأقام البابا صلاة من أجل "سوريا الحبيبة والمعذبة".
وكان بابا الفاتيكان أعلن بعد زيارته التاريخية الى العراق الأسبوع الماضي، أنه "لا ينوي زيارة سوريا"، لكنه يُوجّه بانتظام دعوات لوقف إطلاق النار في هذا البلد.
وشهدت سوريا احتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية في منتصف مارس/ آذار 2011، لكنها تطوّرت إلى حرب متعددة الأطراف استقطبت قوى عالمية.
وعقد وزراء الخارجية القطري والروسي والتركي، يوم الجمعة الماضي، اجتماعًا هو الأول من نوعه في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث الأزمة السورية.
وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تفاهم مشترك بين كل من قطر وروسيا وتركيا حول مسارات التسوية في سوريا تتمة لمسار أستانا، كما كشف عن بحث الدول الثلاث آليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية كافة.
وأكد آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك جمع وزير الخارجية القطري ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود شاووش أوغلو، أنّ الحل الوحيد للأزمة السياسية في سوريا هو الحلّ السلمي، مشدّدًا على وجوب الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.
من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء الماضي، من أن 60% من السوريين معرّضون لخطر الجوع هذا العام، منبّهًا إلى أن سوريا لا تزال "كابوسًا حيًا".
وخلال تصريحات بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء الماضي، طالب غوتيريش مجلس الأمن الدولي بـ"تحقيق توافق في الآراء بشأن هذه المسألة الحاسمة"، موضحًا أن "تجسير الانقسامات الحالية في المجتمع الدولي يتطلب حوارًا دبلوماسيًا متواصلًا وقويًا".
كما أدانت منظمة العفو الدولية الشلل الذي أصاب مجلس الأمن بسبب قانون "فيتو" الذي حال دون محاسبة منتهكي حقوق الإنسان في سوريا.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن روسيا والصين استخدمتا حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن الدولي 15 مرة على الأقل، ضد قرارات المجلس لردع الانتهاكات في سوريا.
واتهمت المنظمة روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا بتقديم دعم لأطراف النزاع المسؤولة عن الفظائع التي ارتكبت في سوريا بحسب أقوالها.