واصل المعارضون للانقلاب العسكري التظاهر الأحد في ميانمار، رغم القمع القاسي الذي تمارسه قوات الأمن والذي أسفر عن أكثر من 700 قتيل مدني منذ انقلاب الأول من فبراير/ شباط، بينهم 82 قتيلًا الجمعة فقط في باغو شمال شرق رانغون.
وفي ماندالاي (وسط) ثاني مدن البلاد انفجرت قنبلة صباح الأحد أمام الفرع الرئيسي لمصرف مياوادي الذي يملكه الجيش؛ ما تسبب بإصابة حارس أمني، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ويتعرض المصرف وهو السادس في البلاد، منذ الانقلاب لحركة مقاطعة على غرار شركات كثيرة يسيطر عليها الجيش، وكذلك لضغوط من جانب الزبائن لسحب أموالهم.
وأدى قمع التظاهرات إلى مقتل 701 شخص منذ أن طرد الجيش من السلطة الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991 والتي لا تزال محتجزة في مكان سرّي، بحسب تعداد أجرته جمعية دعم السجناء السياسيين.
It’s been 70 days since #Myanmarcoup and protests continue across the nation. These images are from #Myingyan, where at least 22 people have been killed. Message on white cloth says, “Everyone is fearful but protests are not stopping."#WhatsHappeningInMyanmar pic.twitter.com/hD4jSBah10
— Myanmar Now (@Myanmar_Now_Eng) April 11, 2021
أرقام العسكر مشكوك فيها
وتتحدث المجموعة العسكرية الحاكمة من جهتها، عن 248 قتيلًا، بحسب ما قال المتحدث باسمها الجمعة.
وأوضحت جمعية دعم السجناء السياسيين السبت أن عدد المعارضين للانقلاب الذين قُتلوا في اليوم السابق على أيدي قوات الأمن في مدينة باغو (65 كلم نحو شمال شرق رانغون) يبلغ 82 قتيلًا.
وأكد مكتب الأمم المتحدة في بورما مساء السبت أنه يتابع الوضع عن كثب في باغو. وكتب في تغريدة: "نطالب قوات الأمن بالسماح للفرق الطبية بمعالجة الجرحى"
وتتواصل التظاهرات رغم كل شيء، خصوصًا في ماندالاي وميكتيلا (وسط) حيث تظاهر طلّاب جامعيون وأساتذتهم في الشوارع صباح الأحد، بحسب وسائل إعلام محلية.
وحمل بعض المتظاهرين بشكل رمزي أزهار قرنفل التي تُعتبر رمزًا "للانتصار". وفي ضاحية أوكالابا الجنوبية قرب رانغون، حمل محتجّون لافتة كُتب عليها "سنحقق الانتصار، سننجح".
دعوة للتظاهر ضد الانقلاب
وتم التداول بدعوة في كافة أنحاء البلاد للتظاهر مساء الأحد على أضواء المصابيح.
ووقعت صدامات دامية السبت في تامو (شمال غرب)، قرب الحدود مع الهند، عندما حاول الجيش تفكيك متاريس أقامها متظاهرون لحماية أحيائهم.
وأطلق الجيش الرصاص الحيّ؛ ما تسبب بمقتل مدنيَين اثنَين، بحسب شاهدة عيان.
وأضافت الشاهدة أن متظاهرين ردوا بإلقاء عبوة ناسفة على شاحنة عسكرية ما تسبب بمقتل 12 جنديًا.
وقالت هذه المرأة لوكالة فرانس برس: "نخشى الآن من الانتقام"، مضيفة أن سكان تامو يكافحون "لإنهاء الديكتاتورية". وأثارت أعمال العنف غضب جزء من فصائل إثنية مسلّحة يبلغ عددها عشرين في البلاد.
وفي ولاية شان (شمال)، هاجم جيش التحرير الوطني (تانغ) مركزًا للشرطة، وفق ما ذكر البريجادير جنرال في التنظيم المتمرد تار بهون كياو الذي رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عشرات من عناصر الشرطة قتلوا في العملية التي أشعل خلالها المتمردون النار في مركز للأمن.
ورد الجيش بضربات جوية؛ ما أسفر عن مقتل متمرد واحد على الأقل، وفق جيش التحرير الوطني (تانغ).
وذكر التلفزيون الرسمي مساءً أن "مجموعات مسلحة إرهابية" هاجمت مركزًا للشرطة بالأسلحة الثقيلة، مضرمةً النار فيه.
وفي هبا-ان، عاصمة ولاية كارن (جنوب شرق)، قُتل شخصان وأُصيب آخر بجروح أثناء مواجهات السبت مع قوات الأمن، وفق ما أفادت صحيفة "مياوادي" الحكومية.
على خطّ موازٍ، أفادت وسائل إعلام رسمية الجمعة عن إصدار محكمة عسكرية حكمًا بالإعدام على 19 شخصًا، 17 منهم غيابيًا، بتهم سرقة أو قتل.
وأُلقي القبض عليهم في حي أوكالابا نورث الفقير في ضاحية رانغون، إحدى المناطق الستّ التي تخضع للأحكام العرفية في هذه المدينة. وتفرض هذه الأحكام أن تتمّ محاكمة أي شخص يتمّ توقيفه أمام محكمة عسكرية.