التظاهرات تتواصل في تل أبيب.. رسالة من حماس إلى الإسرائيليين
وجّهت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، اليوم الأربعاء، رسالة إلى الإسرائيليين أكدت فيها أن عودة أسراهما من قطاع غزة مرتبطة بتوقف العدوان الذي يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استمراره.
وفي بيان مقتضب ضمّنته في مقطع مصوّر، حرصت حركة حماس على إبراز مشاهد حيّة تؤكد موقفها وتحذر من تبعات التعنت بمواصلة الحرب على من تبقى لديها من المحتجزين الإسرائيليين.
وقالت حماس: "يتوقف العدوان، يعود الأسرى أحياء"، وأرفقتها بمشهد من تبادل العشرات بين الجانبين، جرى بموجب هدنة سبق وتوصلت إليها مع إسرائيل استمرت أسبوعًا حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وشدّدت حماس بالقول: "إذا استمر العدوان، سيبقى مصيرهم مجهولًا"، وأرفقت هذه العبارة مع رسم دلالي تظهر فيه 6 علامات "X" باللون الأحمر، في إشارة إلى المحتجزين الستة الذين أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد استعادة جثثهم بعد مقتلهم في غزة، ما أثار موجة غضب عارمة داخل إسرائيل.
وحذّرت حماس من أن "كل يوم يستمر فيه نتنياهو بالحكم، قد يعني تابوتًا جديدًا"، وتعني بذلك مقتل من تبقى من المحتجزين لديها تباعًا بسبب تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي وعرقلته التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وإبرام عملية تبادل جديدة.
وختمت "حماس" بيانها مخاطبة الإسرائيليين بالقول: "القرار لكم".
ومطلع الشهر الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي عثوره على 6 جثث لمحتجزين داخل نفق بمدينة رفح جنوب القطاع، قالت حركة حماس إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية.
وكان نتنياهو رفض هذا الأسبوع تقديم أي "تنازلات" في المفاوضات على الرغم من الضغوط المحلية والدولية المتزايدة لتمرير وقف إطلاق النار.
تصعيد عائلات المحتجزين الإسرائيليين
وإثر ذلك، صعّدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في القطاع حراكها في الشارع، وأغلقوا مع آلاف المتظاهرين الأربعاء، طريقًا بمدينة تل أبيب، للضغط على حكومة نتنياهو لإبرام اتفاق تبادل مع الفصائل في غزة.
ونقلت القناة "12" العبرية الخاصة، عن المحتجين قولهم في بيان: "تم دفن 6 من إخوتنا وأخواتنا بعد أن نجوا من 11 شهرًا من الأسر، ولكنهم لم ينجوا من الحكومة الدموية"، متهمين نتنياهو بالمسؤولية عن مقتلهم بسبب تعنته وعرقلته التوصل لاتفاق.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من المحتجزين في غارات إسرائيلية عشوائية.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إنه يعمل على وقف المفاوضات مع حماس داعيًا إلى وقف تزويد أهالي غزة "بالوقود والكهرباء"، معتبرًا أنه يجب "سحقهم حتى يستسلموا"، وفق تعبيره.