أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمام مسؤولين ووزراء خليجيين في الرياض، اليوم الأربعاء، أن بلاده لا تزال ملتزمة تجاه شركائها في منطقة الخليج، في خضمّ تغيّرات سريعة لمشهد التحالفات في الشرق الأوسط بدأ مع التقارب الأخير بين السعودية وإيران.
وقال بلينكن خلال اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض: إن "الولايات المتحدة موجودة في هذه المنطقة لتقول إننا لا نزال منخرطين بعمق في الشراكة معكم جميعًا".
اليمن والسودان على جدول المناقشات
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إن الوزير أنتوني بلينكن التقى مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض اليوم الأربعاء.
وأضاف ميلر، أنهما ناقشا قضايا منها الجهود المبذولة "لتحقيق سلام دائم في اليمن".
وأردف ميلر أن الوزيرين تعهدا كذلك بمواصلة التعاون لإنهاء القتال في السودان.
وسط توتر العلاقات بين البلدين.. #بلينكن يزور #السعودية لبحث التحالف الاستراتيجي ومناقشة القضايا الإقليمية والعالمية#للخبر_بقية #أميركا pic.twitter.com/9KFHjvwlSc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 6, 2023
وكان بلينكن وصل إلى السعودية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء في زيارة مرتقبة، وسط توتر في العلاقات نتيجة خلافات ازدادت عمقًا بخصوص قضايا منها ملف إيران وأمن المنطقة وأسعار النفط وحقوق الإنسان.
بلينكن يجتمع مع محمد بن سلمان
واجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء وناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية في محادثات "منفتحة وصريحة"، حسبما أفاد مسؤول أميركي.
وأفاد مسؤول أميركي أن بلينكن وولي العهد السعودي، اجتمعا لمدة ساعة و40 دقيقة وناقشا قضايا من بينها إسرائيل والصراع في اليمن والاضطرابات في السودان وحقوق الإنسان.
وقال المسؤول الأميركي: "كانت هناك درجة جيدة من التقارب حول مبادرات محتملة نتشارك الاهتمام بشأنها بينما ندرك أيضًا أن بيننا اختلافات".
وأضاف المسؤول الأميركي: "ناقشا إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واتفقا على استمرار الحوار بهذا الخصوص" دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.
وفي هذا الإطار، يوضح رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر، أن هناك ملفات كبيرة جدًا عالقة بين الرياض وواشنطن، لافتًا إلى أنه رغم العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، تبقى المملكة تبحث عن مصلحتها فوق كل اعتبار، مشيرًا إلى أنها ستتوجه إلى الصين وروسيا، وإلى أي دولة أخرى، فيما تشعر واشنطن أن القطار يفوتها في مثل هذه المشاريع الكبرى.
وفي حديث لـ"العربي" من الرياض، يشير إلى هناك مشاريع إستراتيجية أو جيوسياسية مثل محاولة واشنطن ربط المملكة والهند وإسرائيل والإمارات بتحالف، معربًا عن اعتقاده أن الولايات المتحدة بدأت تحاول الآن استرجاع ما فاتها من تقصير مع حليفتها الإستراتيجية المملكة العربية السعودية.