توقع قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني، الخميس، أن تقوم القوات الروسية بشن هجوم جديد على العاصمة كييف في الأشهر الأولى من العام الجديد، بعدما تركّز القتال لأشهر في الشرق والجنوب.
وجاءت توقعات قائد الجيش بينما تشتعل جبهات القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في الشرق والجنوب، حيث تشهد تلك المناطق هجمات روسية وأوكرانية مضادة.
وعملت روسيا على تنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق استهدفت أساسًا البنى التحتية الأوكرانية خلال الأشهر الأخيرة، والتي تسببت في انقطاعات للكهرباء بالعاصمة كييف ومناطق أخرى.
"الاستعداد للحرب" في كييف
وقال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني في مقابلة مع صحيفة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية، إنّ هناك "مهمة إستراتيجية شديدة الأهمية بالنسبة لنا وهي إنشاء احتياطيات والاستعداد للحرب التي يمكن أن تحدث في فبراير/ شباط، وفي أقصى الأحوال في مارس/ آذار، وفي أدنى الآجال في نهاية يناير/ كانون الثاني".
وبالنسبة إلى قائد الجيش ليس لديه أيّ شك في أن القوات الروسية "ستحاول مرة أخرى السيطرة على كييف"، وذلك بعد محاولة فاشلة سابقة نفذتها روسيا في أوائل الحرب للسيطرة على العاصمة الأوكرانية.
وأكد قائد الجيش الأوكراني في المقابلة، التي نشرت الخميس، أنه أجرى "كل الحسابات: كم عدد الدبابات والمدفعية التي نحتاجها وما إلى ذلك" لصدّ الهجوم المحتمل.
وبدأ الجيش الروسي الهجوم على أوكرانيا في نهاية فبراير، وحاول السيطرة سريعًا على كييف بإرسال قوات خصوصًا من بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا من الشمال.
واقتربت القوات الروسية على مسافة عشرات الكيلومترات من وسط العاصمة الأوكرانية، قبل أن تنسحب من المنطقة في نهاية مارس وبداية أبريل/ نيسان، في ما اعتبر انتصارًا للجيش الأوكراني.
بطائرات مسيرة إيرانية.. #روسيا تنفذ غارات على العاصمة الأوكرانية #كييف #أوكرانيا تقرير: إياد استيتية pic.twitter.com/lGsOJ2hTHm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 15, 2022
مهمة صعبة في الشرق والجنوب
واعتبر زالوجني أن الجيش الأوكراني يواجه حاليًا "مشكلة" تتمثل في "الحفاظ على خط" الجبهة الحالي الممتد من الجنوب إلى الشرق "وعدم فقدان المزيد من الأرض"، بعد أن دحر القوات الروسية في سبتمبر/ أيلول الماضي من منطقتي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب) في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وبحسب قائد الجيش الأوكراني، يقصف الروس البنية التحتية للطاقة في البلاد منذ أكتوبر بعد سلسلة انتكاسات مهينة لأنهم "يحتاجون إلى وقت" من أجل "تجميع مواردهم البشرية والعسكرية" بهدف شنّ هجوم كبير جديد في الأشهر القادمة.
كما أشار في مقابلته مع "ذي إيكونوميست" إلى أن شبكة الطاقة الوطنية "تسير على حبل مشدود"، معتبرًا أنه "من الممكن" أن تخرج تمامًا عن الخدمة إذ تلقت ضربات جديد بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وتتسبب الضربات في انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء البلاد بشكل يومي، ما يترك عدة ملايين من الأوكرانيين في البرد والظلام في منتصف فصل الشتاء.
"حرب طويلة الأمد"
من جانبه، قال البريجادير جنرال أوليكسي جروموف، إن روسيا تعد لحرب طويلة في أوكرانيا ولا تزال راغبة في غزو البلد بأكمله، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".
وأوضح في إفادة عسكرية، أنه على الرغم من أنه لا يتوقع أن تشن موسكو هجومًا من بيلاروسيا، فإن روسيا تدرب قوات جديدة على أراضي جارتها ونقلت طائرات عسكرية هناك.
وقال جروموف: "يسعى الكرملين لتحويل الصراع إلى مواجهة مسلحة طويلة".
أما هانا ماليار نائبة وزير الدفاع فقد قالت في الإفادة نفسها: "يجب ألا نهدأ، لا نحن ولا العالم، لأن الهدف النهائي لروسيا الاتحادية هو غزو أوكرانيا كلها، ومن ثم يمكنها المضي قدمًا".
ولم يشر جروموف إلى الهدف المحتمل لروسيا من وراء إطالة أمد الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.
قصف روسي جديد
ميدانيًا، قال رئيس بلدية خاركيف إنّ القوات الروسية هاجمت البنية التحتية الحيوية في المدينة الواقعة شرق أوكرانيا ما تسبب في عدة انفجارات.
وطالب رئيس البلدية في منشور له عبر تطبيق "تيليغرام" المواطنين بتوخي أقصى درجات الحذر والبقاء في المنازل إن أمكن بسبب ما وصفه بـ"استهدافًا عشوائيًا للبنى التحتية".
وقال مسؤولون أوكرانيون إنّ قصفًا روسيًا أسفر عن مقتل شخصين في وسط مدينة خيرسون جنوبي البلاد.
وأفاد مراسل "العربي" من كييف إياد استيتية بأن القصف يتواصل على مناطق شرق أوكرانيا ولا سيما في خاركيف، إضافة في خيرسون في الجنوب، مشيرًا إلى أنّ الإدارات العسكرية في تلك المناطق تفيد باستهداف عمليات القصف للبنى التحتية.
كما يشير المراسل إلى أنّ المعارك العنيفة لا تزال متواصلة بين القوات الروسية والأوكرانية حول محور باخموت في دونيتسك، بحسب البيان الصادر عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية.
ونقل عن بيان الأركان الأوكرانية تأكيده أنّ القوات الروسية تعيد تجميع صفوفها في محور باخموت، حيث تشن هجمات تحت غطاء كثيف من نيران الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ.