قديمًا كانت العائلات البغدادية تتفاخر بمهنها كآل البزّاز وبيت الخياط، لما لها من مكانة وحظوة اجتماعية تلاشت مع مرور الزمن.
ولم يكن بالحسبان أن تتراجع مهنة الخياطة في بغداد؛ فارتفاع التكلفة المادية للخياطة في مقابل الملابس الجاهزة جعلها مهددة بالاندثار، فيما يحاول البزّازون الحفاظ على مهنتهم المتوارثة لفترة أطول.
"غياب الدعم"
على غرار كثر من الخياطين، ورث أبو علي مهنته عن والده.
وفي حين عاشت ماكينته في سوق ماجد للبزازين منذ ثلاثة عقود، إلا أنه لن ينقلها إلى أبنائه، بعد انحسار عهد الخياطة ودخول المستورد من الملابس.
ويتحدث الرجل عن غياب الدعم الحكومي للمهن المرتكزة على مهارات الأفراد، وسط دخول السلع المستوردة.
رقي في اللباس
ويقصد الزبائن سوقًا قديمًا وسط ضاحية الكاظمية في بغداد من مختلف المناطق؛ للحصول على زيهم العربي التقليدي، رغم ارتفاع كلفته مقارنة بالمستورد.
ويؤكد هؤلاء أن الملابس الصينية التي غزت السوق قماشها رخيص ونوعيته رديئة، بعكس القماش المستخدم في هذا السوق فهو وإن كان أعلى ثمنًا إلا أنه ينعكس رقيًا في اللباس.