أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، تعيين الجنرال الجيش سيرغي سوروفيكين قائدًا لمجموعة "القوات المشتركة" في أوكرانيا.
ويأتي هذا التغيير في أعقاب ما تردّد الأسبوع الماضي، عن عزل قائدي منطقتين من المناطق العسكرية الروسية الخمس، بعد الخسائر التي مُنيت بها القوات الروسية في شرق أوكرانيا.
والأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة "آر بي سي" اليومية الروسية، أن الكولونيل جنرال ألكسندر جورافليف، أُقيل من منصبه رئيسًا المنطقة العسكرية الغربية المسؤولة عن خاركيف، حيث فقدت القوات الروسية مساحات شاسعة من الأراضي في أوائل سبتمبر/ أيلول بعد أربع سنوات من العمل.
كما أشارت الصحيفة إلى استبدال قائد المنطقة العسكرية الشرقية الكولونيل ألكسندر تشيكو باللفتنانت جنرال رستم مرادوف، دون تقديم سبب لهذا التغيير.
من هو سوروفيكين؟
وسوروفيكين (56 عامًا)، هو قائد مجموعة قوات "الجنوب" المشاركة في الحرب على أوكرانيا، وكان لقواته دور في تقديم الدعم في أثناء السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك.
قاد المنطقة العسكرية الشرقية بين عامي 2013 و2017. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2017، تولّى سوروفيكين قيادة القوات الجوية الفضائية الروسية.
تولّى سوروفيكين قيادة القوات الروسية في سوريا بين مارس/ آذار وأكتوبر 2017، وبين يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان 2019.
كان مسؤولًا عن إنشاء الشرطة العسكرية الروسية، وهي منظمة جديدة داخل الجيش الروسي.
وذكر موقع "ساوث فرونت" الاستخباراتي أن سوروفيكين اكتسب لقب "الرجل الصارم" (stark)، لنهجه الصلب خلال الحرب في سوريا. حيث ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه تحت قيادته، حققت قوات مكافحة الإرهاب تقدمًا كبيرًا في محاربة "تنظيم الدولة" في سوريا.
وذكر "ساوث فرونت" أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يعتقد أن سوروفكين كان أحد الأشخاص الذين قلبوا مجرى الحرب في البلاد.
من جهته، أوضح موقع "باتلفيلد انسايتس" على تلغرام أن لقب سوروفيكين داخل القوات المسلحة الروسية هو "آكل لحوم البشر"، ومعروف بأنه "رجل قاسٍ ومتشدّد".
بدوره، ذكر موقع "توب وور" أنه يتمتع بخبرة قتالية واسعة، حيث قاتل في الشيشان، وقاد المنطقة العسكرية الشرقية، والقوات المسلحة الروسية في سوريا، حيث اكتسب لقب "الجنرال أرماغيدون".
وأضاف الموقع أنه تحت قيادته، حاصرت القوات الروسية ألفي جندي أوكراني في غورسكي، وجرى تحرير سيفيرودونيتسك، وإنقاذ الرهائن من مصنع آزوفستال.
إقالات وحرب مسمومة
وأجرت موسكو تغييرات كبيرة في صفوف الجنرالات التي تقود الحرب المستمرة على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الحرب الروسية أثبتت أنها "حرب مسمومة" بالنسبة لكبار جنرالات الجيش، بعد فصل ثمانية جنرالات على الأقل، أو إعادة تعيينهم، أو تهميشهم.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، استبدلت موسكو الجنرال المسؤول عن اللوجستيات دميتري بولغاكوف، بـ"الجنرال المفضّل" لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميخايل ميزينتسيف (60 عامًا).
وبعد قرابة سبعة أسابيع من تعيينه قائدًا عامًا للعمليات العسكرية في أوكرانيا، أُقيل ألكسندر دفورنيكوف، الذي اشتهر بلقب "جزّار حلب"، كجزء مما بدا أنه تغيير أوسع ردًا على الخسائر الفادحة والفشل الاستراتيجي.
كما جُرّد الكولونيل الجنرال أندريه سيرديوكوف، الذي خدم لمدة أربعة عقود في الجيش الروسي، من منصبه كقائد عام لقوات النخبة المحمولة جوًا، بعد أن تكبّدت جميع فرق القوات المحمولة جوًا خسائر فادحة.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أقالت موسكو قائد أسطول البحر الأسود إيغور أوسيبوف، وعيّنت مكانه نائب الأدميرال فيكتور سوكولوف، وذلك بعد تعرّض الأسطول لهجمات متكرّرة مؤخرًا.
وأشارت الحكومات الغربية إلى مقتل عشرة جنرالات روس على الأقل في المعارك، وهو رقم مرتفع بشكل ملحوظ، يقول محللون عسكريون إنه دليل على أخطاء استراتيجية جسيمة رافقت الحرب.
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن عمليات الإقالة تعكس تدافع النخب السياسية لإلقاء اللوم على الحرب المكلفة والمتعثرة، مع تزايد النقد العلني لا سيما بين الصقور المؤيدين للحرب.