تتوالى ردود الفعل المنددة بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش المسيئة للفلسطينيين، بعد أن اعتبر أن "لا وجود لشيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة".
وفي هذا السياق، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التصريحات.
وقال بوريل للصحافيين في بروكسل: إن تصريحات وزير المالية "لا يمكن التغاضي عنها بالتأكيد".
وأضاف بوريل: "أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التعليقات والبدء في العمل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر".
وتابع: "يجب أن أستنكر هذه التعليقات غير المقبولة للوزير. إنه لمن الخطأ، إنه عدم احترام، إنه أمر خطير، وإنه غير مجد قول مثل هذه الأشياء في وضع متوتر بالفعل".
استدعاء سفير إسرائيل في الأردن
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير الإسرائيلي في عمّان، مساء الإثنين، إثر استخدام وزير المالية خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأبلغته بأن ذلك يمثل "تصرفًا عنصريًا متطرفًا وخرقًا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام".
استدعت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين السفير الإسرائيلي في #عمّان، مساء اليوم، إثر استخدام وزير المالية الإسرائيلي خريطة لإسرائيل تضم حدود #المملكة_الأردنية_الهاشمية و #الأراضي_الفلسطينية_المحتلة، وأبلغته بأن ذلك يمثل تصرفاً عنصرياً متطرفاً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام. pic.twitter.com/0SCjIn9AhS
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) March 20, 2023
وقبل هذا الاستدعاء، أكدت وزارة الخارجية، أن استخدام وزير المالية الإسرائيلي، خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، يمثل "تصرفًا تحريضيًا أرعن، وخرقًا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية".
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، إن الوزارة تدين أيضًا "التصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة التي أطلقها الوزير الإسرائيلي المتطرف إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في الوجود، وحقوقه التاريخية في دولته المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرفة التحريضية، والتي تمثل أيضًا خرقًا للقيم والمبادئ الإنسانية.
وشددت على أن "تصرفات وتصريحات هذا الشخص المتطرف الحاقد لا تنال من الأردن ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بل تظهر للعالم مدى الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وخطورة الفكر العنصري المتطرف الذي يحمله الوزير الإسرائيلي".
استنكار فلسطيني
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن تصريحات الوزير الإسرائيلي "دليل قاطع على الفكر العنصري المتطرف الذي يحكم أطراف الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وفي كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الفلسطيني، قال اشتية: إن "هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأن الأراضي الفلسطينية متنازع عليها، وأنها أرض الميعاد"، معتبرًا أنها "ادعاءات واهية ووهمية".
وتابع اشتية: "هذه التصريحات للذي أراد أن يبيد بلدة حوارة (شمالي الضفة الغربية)، المعبرة عن عنجهية القوة والغطرسة، لا تهز انتماءنا لأرضنا ولتاريخنا".
وشدد على أن "كل الآثار والتاريخ يبرهن على التصاق الفلسطيني بأرضه منذ فجر التاريخ البشري والإنساني".
وكان رئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش قد قال: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وادعى سموتريتش، أنه "لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون، لأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني". وأضاف: "على المرء أن يقول الحقيقة من دون انصياع لأكاذيب وتحريفات التاريخ، ومن دون الخضوع لنفاق حركة المقاطعة والمنظمات الموالية للفلسطينيين".