السبت 16 نوفمبر / November 2024

السماء تعيد السموم للبشر.. مياه الأمطار لم تعد صالحة للشرب

السماء تعيد السموم للبشر.. مياه الأمطار لم تعد صالحة للشرب

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على دراسة حول مياه الأمطار وخطورة احتوائها على مواد كيميائية (الصور: غيتي)
أكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة ستوكهولم في السويد أن مياه الأمطار لم تعد صالحة للشرب في "كل مكان على وجه الأرض"، بسبب احتوائها على مواد كيميائية خطرة.

أكدت جامعة "ستوكهولم" في دراسة جديدة أن مياه الأمطار لم تعد صالحة للشرب، في كل مكان على وجه الأرض بسبب احتوائها على مواد كيميائية خطرة تسمى مواد "الإكليل المشبع بالفلور ومتعددة الفلور"، لتعود إلى الأرض على شكل أمطار حمضية تتسرب إلى المياه الجوفية ومياه المحيطات، وبالتالي فإن السماء تعيد سموم البشر للأرض مع الأمطار.

وذكرت الدراسة أن موضوع تلوث مياه الأمطار مترابط، فعندما نحمي الغلاف الجوي من انبعاثات المعامل فإننا نحمي مياه الأمطار والتربة والمياه الجوفية والمحيطات من التلوث، ونساهم في جعل مواردنا الطبيعية أنظف.

وأوضحت الدراسة أن حل هذه المشكلة لا يكمن في أن يحل فرديًا، بل هو قرار دولي يجب أن يتخذ ويعيد النظر بطريقة عمل المصانع واستخدام مواد صديقة للبيئة والبشر والاعتماد أكثر على الطاقات المتجددة والنظيفة.

كيف تؤثر الأمطار على حياة البشر؟

وفي هذا الإطار، يوضح الخبير في مجال البيئة والتنمية مصطفى العيسات، أنه منذ سنوات والدراسات والأبحاث العلمية في كل من جامعة ستوكهولم والمعهد الدولي بزيورخ تحذر من تواجد المواد الكيميائية المشبعة والتي يطلق عليها المواد الأبدية والتي تعيش في الغلاف الجوي.

ويشرح في حديث لـ"العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن المواد الكيميائية تتساقط مع الأمطار، وتغذيها بكميات من المواد المشبعة، بحيث تسبب مجموعة من أنواع السرطانات والأمراض الحساسية الخطيرة التي تؤثر على الحياة البشرية.

ويشير العيسات إلى وجود أضرار بعيدة المدى تحدق بالبشرية، لأن دورة الأمطار متجددة، وأن المياه حينما تهطل تذهب إلى الأماكن السطحية على مستوى التربة، وبالتالي فإن ما يأكله الإنسان من مواد غذائية وما يشربه من مياه، ستؤثر على صحته، محذرًا من تصاعد الكميات المشبعة في الأمطار إن لم تتخذ حلول جذرية في التخلص منها.

ويلفت إلى أن هناك تكنولوجيات تساهم في تنظيف المياه وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب، لكن تكلفتها مكلفة جدًا بالنسبة لدول كجنوب الصحراء ودول في آسيا التي لا يمكنها أن تتحمل هذه التكلفة الباهظة.

ويخلص العيسات إلى أن هذه المشكلة يتقاسمها العالم، على المستوى العالمي والإقليمي، مشيرًا إلى أن دول العالم الثالث تدفع ضريبة التلوث الذي تنتجه الدول الكبرى، إذ أن منسوب التلوث العالمي تتشارك فيه الصين والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والهند بنسبة 95%، فيما دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء والخليج تعاني من هذا التلوث التي ربما لا تساهم في إنتاجه بنسبة 10% من الإنتاج العالمي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close