كشف تقرير حكومي أميركي أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى زيادة كبيرة في وفيات النساء الحوامل اللواتي عانين من مضاعفات الحمل أو الولادة في الولايات المتحدة العام الماضي، وهي أزمة حصدت أرواحًا غالبيتها من النساء ذوي البشرة السمراء واللاتينيات.
كما حدّد التقرير الصادر عن مكتب مساءلة الحكومة الأميركية غير الحزبي، اتجاهات قاتمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة للأمهات الحوامل وأطفالهن حديثي الولادة.
ووجد التقرير أن الوفيات المرتبطة بالحمل ارتفعت بنسبة 80% تقريبًا منذ عام 2018، وأن وباء كورونا كان عاملًا في ربع الوفيات البالغ عددها 1178 والتي تمّ الإبلاغ عنها العام الماضي.
كما ارتفعت نسبة الأطفال الخدج وذوي الوزن المنخفض عند الولادة العام الماضي، بعد ثباتها لسنوات. كما بلّغت عدد أكبر من النساء الحوامل أو بعد الولادة عن أعراض الاكتئاب.
وحلّل المكتب الوفيات المرتبطة بالحمل، بعد أن كلّفه الكونغرس بمراجعة نتائج صحة الأم في مشروع قانون الإغاثة من فيروس كورونا لعام 2020.
ويُعتبر معدل وفيات الأمهات في الولايات المتحدة، أعلى من العديد من الدول المتقدّمة الأخرى، وارتفع في السنوات التي سبقت الوباء، لكن وباء كورونا أدى إلى تفاقم الظروف بالنسبة للنساء الحوامل.
وتواجه النساء المصابات بفيروس كورونا أثناء الحمل مخاطر صحية عالية.
وفي هذا الإطار، شرحت المختصّة في الجراحة النسائية والتوليد، د. نادين قسيس، في حديث سابق إلى "العربي"، أن المرأة الحامل قد تُعاني من تعقيدات خلال حملها في حال أُصيبت بفيروس كورونا، منها احتمال وفاة الجنين داخل الرحم أو حتى وفاة الأم، مع إمكانية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتسمّم الحمل والولادة المبكرة،
وأوضح التقرير أن النقص في الموظفين والقيود المفروضة جراء الوباء أديا إلى إيجاد المزيد من العقبات أمام إمكانية حصول الأمهات على رعاية صحية شخصية. كما زاد الإجهاد الوبائي من نسب الاكتئاب، وهو حالة شائعة أثناء الحمل.
ورجّحت كارين تاب دينا، الباحثة في صحة الأم في جامعة إلينوي في أوربانا شامبين، أن مشاكل الصحة العقلية ساهمت في زيادة الوفيات المرتبطة بالحمل، حيث تواجه العديد من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب والقلق أثناء الحمل أو بعده، مشكلة في الحصول على الرعاية التي يحتجنها.
بدورها، أوضحت كارولين يوكوم، مديرة مكتب المساءلة الحكومية، أن أكبر ارتفاع في الوفيات سُجّل خلال الفترة من يوليو/ تموز إلى ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، حيث أصاب متغيّر "دلتا" الملايين من السكان.
تفاوت بين الأعراق
وكانت نسب الوفيات متفاوتة بشكل صارخ بين النساء ذوات البشرة السمراء وأقرانهن البيض.
وارتفعت الوفيات المرتبطة بالحمل لكل 100 ألف ولادة من 44 عام 2019، إلى 68.9 بين النساء السود العام الماضي. بينما سجّلت معدلات وفيات النساء البيض 26.1 العام الماضي، في قفزة من 17.9 سُجّلت عام 2019.
وبعد أن سجّلت معدلات الوفيات بين ذوي الأصول الإسبانية انخفاضًا، تضخّمت مرة أخرى خلال الوباء من 12.6 لكل 100 ألف عام 2019 إلى 27.5 في العام الماضي.
وعزا التقرير ارتفاع معدلات الوفيات بين ذوي البشرة السمراء واللاتينيين بسبب فيروس كورونا، بشكل جزئي، إلى قلّة فرص حصولهم على الرعاية الطبية، ولأنهم غالبًا ما يعملون في الوظائف الأساسية التي تعرّضهم للفيروس.
وفي تقرير منفصل، أشار مكتب محاسبة الحكومة إلى أنه حتى قبل وقت طويل من انتشار كورونا، كانت النساء ذوات البشرة السمراء، وذوات الدخل المنخفض، والريفيات، تتلقين رعاية حمل دون المستوى، مما يعرضهنّ لخطر أكبر خلال حملهن.
وأوضح التقرير أن المستشفيات تتخلّى عن خدمات الولادة في المناطق الريفية، ولذوات الدخل المنخفض، ومعظم مجتمعات السود، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف المقاطعات الريفية افتقرت لوجود مستشفى يقدم رعاية الحمل اعتبارًا من عام 2018.
ووجد التقرير أن "غياب خدمات التوليد في المستشفيات في المناطق الريفية، يرتبط بزيادة معدل الولادات خارج المستشفى والولادات المبكرة، مما قد يساهم في نتائج سيئة لصحة الأم والرضّع".