الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

الضائقة المالية للأسر.. هل من الضروري مصارحة الأطفال بحقيقتها؟

الضائقة المالية للأسر.. هل من الضروري مصارحة الأطفال بحقيقتها؟

شارك القصة

فقرة من "شبابيك" تسلط الضوء على تأثير الأوضاع الاقتصادية على الأطفال (الصورة: رويترز)
تشير دراسة أميركية إلى أن 72% من اليافعين الذين عانت أسرهم من أوضاع اقتصادية انشأوا صندوقًا للطوارئ ضمن حساباتهم المصرفية عندما كبروا.

تدفع الأزمات الاقتصادية شرائح اجتماعية عدة للحرمان من اقتناء سلع وخدمات باهظة الثمن، ولأن الأطفال يقومون دومًا بالمقارنة، فإنهم معرضون أكثر من غيرهم لملاحظة التغيرات في أنماط الاستهلاك.

وتضرب الأزمات الاقتصادية عددًا كبيرًا من الدول العربية، مؤدية إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والهجرة في عدد الأسر الواقعة تحت خط الفقر.

طبيعة الحوارات بين العائلة والطفل

وتحاول بعض العائلات إخفاء مظاهر التقشف، بينما تتجه أخرى إلى التكلم بصدق وشفافية مع الأطفال موضحة لهم أسباب وآليات التقشف المادي.

وكانت الأزمة المالية العالمية التي وقعت عام 2008 وتأثيرها على سلوكيات الأطفال عند انتهائها، موضع دراسة أجرتها شركة "بيرسونال كابيتال".

وكانت إحدى نتائج هذه الدراسة أن 72% من اليافعين الذين عانت أسرهم من أوضاع اقتصادية صعبة أنشأوا صندوقًا للطوارئ ضمن حساباتهم المصرفية عندما كبروا، والسبب كان تجنب الأزمة التي رزحت تحتها عائلاتهم.

وعملت جامعة "كاليفورنيا بروتلي" على دراسة طبيعة ونوع الحوارات بين الأطفال من ذوي الدخل المحدود وذويهم، حيث تبين أنّ جلسات المحادثة بين الأهل والأطفال كانت تقل تدريجيًا مع بلوغ الشهر نهايته بسبب تزامن هذه المدة مع استحقاقات مالية في محاولة من الأهل لتجنب طلبات شراء قد يطلبها أطفالهم.

مصارحة الأطفال

وفي هذا السياق، تشير مدربة التوجيه الأسري لانا يوسف إلى ضرورة مصارحة الأهل للأطفال بطبيعة الضائقة المالية التي تمر بها العائلة.

وتلفت يوسف في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى وجود خطوات مهمة في تلك المصارحة بين الأهل والأطفال تتمثل في عدم نقل التوتر إلى الأطفال وتقبل الأسرة لوضعيتها.

وتبين أنه كلما كانت طريقة نقل المعلومة إلى الأطفال بسيطة كلما سهلت العملية برمتها، موضحة أن الأمر يعتمد على عمر الطفل ومدى إدراكه للوضع.

وتؤكد على ضرورة عدم إسقاط الأسر لمخاوفها من الضائقة المالية التي تعيشها على الأطفال، إضافة إلى ضرورة تجنب استخدام كلمات "ليس لدينا مال لشراء أكل" أو أن "المعاش لا يكفي لآخر الشهر".

وتوضح أن هذه الطريقة تزيد من القلق والتوتر لدى الأطفال وضرورة تعويضها بكلمات أقل حدة وإيصال رسالة لهم بأن هذا "الوضع مؤقت".

وتخلص مدربة التوجيه الأسري إلى ضرورة تعويض الأطفال في تلك المرحلة بـ"الأمان العاطفي" لتخطي المشكلة التي تعاني منها الأسرة على صعيد الضائقة المالية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close