الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

الطين جسر بين الماضي والحاضر.. انطلاق معرض "فريز لندن" للفن المعاصر

الطين جسر بين الماضي والحاضر.. انطلاق معرض "فريز لندن" للفن المعاصر

شارك القصة

معرض فريز لندن
من المشاركين في معرض فريز لندن الفنزويلية لوسيا بيتزاني وهي فنانة انتقلت إلى بريطانيا عام 2007- غيتي
يضمّ معرض فريز لندن كل المعنيين بالفن، ومنهم جامعو الأعمال الفنية من كل أنحاء العالم، وصالات عرض توفّر عروضًا مميزة.

ستقدم نسخة 2024 من معرض "فريز لندن" Frieze London للفن المعاصر الخميس في العاصمة البريطانية، قسمًا مخصصًا للمرة الأولى لأعمال من السيراميك أنجزها فنانون يتحدر معظمهم من أميركا اللاتينية، ومشغولة بالطين استنادًا إلى تقاليد القدماء.

وكما في كل عام، يُتوقع أن يستقطب المعرض نحو 60 ألفًا من أصحاب صالات عرض الأعمال الفنية ومشاهير شبكات التواصل الاجتماعي والزوّار حتى الأحد تحت الخيمة البيضاء العملاقة التي نصبت في ريجنتس بارك، حيث تمتزج أعمال لفنانين كبار وآخرين ناشئين.

وأوضحت مديرة "فريز لندن" إيفا لانغريت في حديث لوكالة "فرانس برس" الأربعاء خلال اليوم المخصص للمحترفين أن "فريز يضمّ كل المعنيين بالفن، ومنهم جامعو الأعمال الفنية من كل أنحاء العالم، وصالات عرض توفّر عروضًا مميزة"، مشيرة إلى أن قدرًا جيدًا من المبيعات سُجّل منذ الآن.

وأنشأ أمين متحف "هامر ميوزيوم" في لوس أنجليس بابلو خوسيه راميريز في هذا النسخة الحادية والعشرين من المعرض جناحًا أطلق عليه عنوان "سموك" ("دخان")، في إشارة إلى فن الخزف وأعمال 11 فنانًا من السكان الأصليين أو من الجاليات، وخصوصًا من أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية.

الاعتراف بأعمال السيراميك والطين

وقال أراميريز المولود في غواتيمالا والذي كان في السابق مسؤولًا عن ضمّ أعمال من الفن المعاصر للسكان الأصليين إلى مجموعات متحف "تيت مودرن" إن هذه المساحة "تتيح إبراز نتاج فنانين لَما كانوا سيشاركون على الأرجح في معرض فني دولي لولا ذلك".

وشرح أن "أعمال السيراميك والطين كانت موجودة دومًا، ولكن لم تحظَ بالاعتراف كشكل من أشكال الفن إلا أخيرًا"، مما وفّر لها "دفعًا في عالم الفن المعاصر".

إلاّ أن الجامع المشترك بين الفنانين الذين تُعرض أعمالهم في "سموك" ليس التقنية وحدها، بقدر ما هو تنقّلها بين أكوان متنوعة، إذ هي من جهة تعبير عن "قصص السكان الأصليين والأجداد"، ومن جهة أخرى تنتمي إلى الفن المعاصر المعولم.

ومن المشاركين لوسيا بيتزاني، وهي فنانة "في المنفى" انتقلت إلى لندن عام 2007، هي واحدة من "سبعة ملايين فنزويلي غادروا بلدهم" بسبب أزمة سياسية واقتصادية طويلة.

معرض فريز لندن
يُتوقع أن يستقطب المعرض نحو 60 ألفًا من أصحاب صالات عرض الأعمال الفنية- غيتي

وعن طواطمها المصنوعة من الطين الإنكليزي الأسود الغامق، والتي طبعت عليها نباتات أميركا اللاتينية كالذرة والأوكالبتوس، قالت لوكالة فرانس برس: "إنها تعكس قصة هجرتي".

وصُنِعَت قطعها الأخرى من سيراميك الطين في إل سيركادو، في جزيرة مارغريتا الفنزويلية، عن طريق جمع الطين من الجبل ثم طبخه على نار مفتوحة، وفقًا للتقاليد المتناقلة شفهيًا منذ عصر ما قبل الإسبان.

أنشطة مختلفة إلى جوار المعرض

وبالتوازي مع هذا الحدث التجاري المهم الذي حجز  160 معرضًا من 43 دولة صالات فيه بسعر مرتفع، ستقام معارض ومزادات وأمسيات خاصة يوميًا في مختلف أنحاء العاصمة البريطانية.

وسيتمكن الزوار من استكشاف معرض فرانسيس بايكن في "ناشونال بورتريه غاليري"، وأعمال تريسي إمين في معرض "وايت كيوب" وأعمال يايوي كوساما في "فيكتوريا ميرو".

وبعد عامين من الحماسة في أعقاب جائحة كوفيد-19، يفتتح معرض "فريز لندن" في سياق قاتم لسوق الفن العالمية التي تباطأت مبيعاتها بنسبة 4% في العام 2023، بحسب تقرير لمصرف "يو بي اس" ومعرض "آرت بازل".

وبسبب حال عدم اليقين الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، يظهر المشترون ترددًا متزايدًا في شراء الأعمال المعاصرة التي تتقلب قيمتها مرات كثيرة.

ولا تزال المملكة المتحدة معقلًا للفن، إذ استحوذت على 17% من حصة السوق العالمية عام 2023، بحسب "يو بي اس" و"آرت بازل". لكنها شهدت انخفاضًا في بريقها منذ بريكست واللوائح الضريبية الجديدة، وتفوقت عليها الصين بشكل ملحوظ للمرة الأولى (19%) في العام الفائت.

ويواجه معرض فريز الذي تأسس في لندن عام 2003 قبل أن ينتشر إلى نيويورك وسيول، ظهور منافس هو معرض "باريس+ آرت بازل" الذي قد يخفف من وهجه افتتاحه المرتقب في 16 أكتوبر/ تشرين الأول في قصر كبير تم ترميمه.

وتقول إيفا لانغري: "تم افتتاح عدد كبير من المعارض الفنية الناشئة في العاصمة، هذا قطاع ديناميكي جدًا"، مضيفة: "هناك حماسة كبيرة. لندن لا تزال لندن".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close