رصد مراسل "العربي"، اليوم السبت، الدمار الذي حل بالمنطقة الشرقية في مخيم البريج بقطاع غزة، بعد ليلة تعد الأعنف في العدوان الإسرائيلي على القطاع، والمتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وعاشت غزة ليلة من القصف غير المسبوق منذ بدء العدوان، وسط قطع تل أبيب للاتصالات والإنترنت عن القطاع منذ مساء أمس الجمعة، حيث استهدف الاحتلال القطاع برًا وبحرًا وجوًا مع إعلان توسيع عملياته في غزة مساء.
ومن وسط الركام، في شرقي البريج وسط قطاع غزة، قال مراسل "العربي" إن المنطقة كانت ساحة عمليات لجيش الاحتلال، من خلال القصف عبر الطائرات الحربية، وسلاح المدفعية.
دراجات هوائية للإسعاف
ونقل مراسلنا باسل خلف، شهادات سكان البريج، الذين عاشوا ليلة غير مسبوقة، حيث روى أحد الناجين كيف تساقط ركام المنزل عليه، مشيرًا إلى استشهاد أحد أفراد العائلة التي تقيم بجوار بيته.
شاهد عيان آخر، روى للمراسل خلف الأجواء التي واكبت لحظة الاستهداف العنيف للمنطقة، وقال: "عندما وصلنا إلى هنا وشاهدنا الدمار والجثث، روى لي أحدهم بأن أحد المصابين توفي بعد انتشاله من بين الركام، بسبب عدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليه، مع انقطاع الاتصالات" الضرورية للإبلاغ عن حالات الطوارئ.
وأضاف: "هذه جريمة منظمة، فهم يقتلون الناس من خلال منعهم من الاتصال بالإسعاف بقطع الاتصالات، لقد وصل رجال الإسعاف على الدراجات الهوائية لإنقاذ المصابين، من خلال توجيهات الناس إلى مكان وجود هؤلاء المصابين".
عن التوغل البري
ولم يستطع الشاهد تأكيد حصول تقدم بري إسرائيلي ليلًا بسبب مكوثه تحت القصف، وانقطاع الاتصالات، وقال إنه سمع أصوات اشتباكات عنيفة، رغم أن المنطقة تبعد كيلومترًا ونصفا عن الحدود البرية مع غلاف غزة، حيث تحتشد قوات الاحتلال.
وأكد مراسل "العربي"، أنه جال بالسيارة في هذه المنطقة القريبة من الحدود، ولم يلحظ أي مؤشرات لتقدم بري وسط مخيم البريج كما أشيع سابقًا.
وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم السبت، أن الضربات الإسرائيلية الليلة الماضية "دمرت كليًا" مئات المباني في غزة.
وقال محمود بصل مدير إعلام الدفاع المدني إن "مئات البنايات والمنازل دمرت كليًا وآلاف الوحدات تضررت". وأضاف أن عمليات القصف الكثيفة أدت إلى تغير "معالم غزة ومحافظة الشمال".
