توقع مركز التنبؤات المناخية الأميركي، وهو قسم من خدمة الطقس الوطنية بالولايات المتحدة، موسم أعاصير أعنف من المعتاد في المحيط الأطلسي عام 2022.
ومؤخرًا تسبب الإعصار "إيان" الذي ضرب فلوريدا بوقوع قتلى، وتدمير منازل، كما أغرقت المياه الطرقات، فيما أعلن الرئيس جو بايدن أن هذا الإعصار هو "الأقوى في تاريخ هذه الولاية الأميركية" التي صنفت منطقة كوارث.
إلا أن هذا الإعصار الكارثي ليس الأول من نوعه، ففي السنوات الأخيرة شهد العالم أعاصير قوية ومدمّرة، حيث يقول علماء المناخ أن التغيرات المناخية ساهمت خلال السنوات الأخيرة في زيادة عدد الأعاصير وجعلها أكثر قوة.
ارتفاع الحرارة يغذي شدة العواصف
فبحسب المختصين، امتص المحيط خلال السنوات الأربعين الماضية نحو 90% من الاحترار الناجم عن انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري، ويتم احتواء الكثير من حرارة المحيط هذه بالقرب من سطح الماء ومن ثم يمكن لهذه الحرارة الإضافية أن تغذي شدة العاصفة وتزيد من قوة الرياح.
وعندما تكون نسبة الدفء والرطوبة كبيرة في الهواء فإن فرصة وقوع الإعصار تصبح أكبر، وحينما يكون هناك تصادم بين الكتل الهوائية الدافئة الآتية من الجنوب والكتل الباردة الآتية من الشمال، فإن قوة الطاقة أيضًا تؤدي إلى العواصف والأعاصير، وفق ما يؤكد خبراء الأرصاد الجوية.
ويعتبر هؤلاء أن استمرار حرق الوقود وعدم الحفاظ على البيئة على النحو المعتاد، سيرفع من نسبة ثاني أكسيد الكربون في غضون عقود ما يعني مزيدًا من العواصف القوية والأعاصير الشديدة والفيضانات والتهديدات الساحلية والجفاف، فضلًا عن حرائق الغابات.
تحذير من الأسوأ
ومن بيروت، يؤكد ضومط كامل المستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ أن الوضع الحالي في ما يتعلق بالأعاصير والعواصف بات "خطيرًا جدًا"، معتبرًا أن البيئة تسعى من خلال ذلك إلى "تنظيف نفسها"، محذّرًا من العوامل المناخية الأعظم.
ويردف في حديث إلى "العربي" أن البيئة "لم تعد قادرة على تحمل عشوائية الإنسان وعمله المدمّر، حيث باتت الكتل الهوائية تتصارع على سطح كوكبنا، على وقع تصحر الغابات وامتصاص المحيطات لمليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون التي تجمعت في قعرها..".
وعن تصادم الكتل الهوائية الحارة والباردة، يرى كامل أنها وصلت إلى مرحلة جسيمة، منبهًا إلى أن العالم سيشهد في المستقبل أعاصير أخطر من تلك التي نراها اليوم ترافقها سرعات رياح غير مسبوقة.
لذلك، يشدد المستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ على وجوب وضع إستراتيجيات وخطط لمواجهة هذا الخطر الداهم بحيث أن المؤتمرات المناخية التي نظمتها الدول اعتبارًا من عام 1985 وحتى يومنا هذا "فاشلة"، ولم تنجح في الحد من استهلاك الوقود الأحفوري على صعيد العالم.
ويضيف: "علماء البيئة وحدهم قادرون على وضع خطط عالمية موحدة لحماية الكوكب وتقديمها لهذه المؤتمرات الدورية.. ووضع مشاريع تنفيذية على أرض الواقع للحد من الانبعاثات السامة".