السبت 16 نوفمبر / November 2024

القاصرات أبرز الضحايا.. كيف ساهم تغير المناخ بالعبودية الجنسية في الهند؟

القاصرات أبرز الضحايا.. كيف ساهم تغير المناخ بالعبودية الجنسية في الهند؟

شارك القصة

فقرة أرشيفية من برنامج "صباح النور" عن جريمة الاتجار بالبشر العابرة للحدود (الصورة: اندبندنت)
ارتفعت نسب الإتجار بالبشر في الهند 28%، حيث كان تغيّر المناخ واحدًا من الأسباب الرئيسية لذلك.

يُشكل تغيّر المناخ واحدًا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاتجار بالفتيات الصغيرات في الهند وإجبارهن على العمل في البغاء.

وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أنّ الهند شهدت خلال وباء كوفيد 19 ارتفاعًا في نسبة الاتجار بالبشر تقارب 28%، حيث تمّ تسجيل 2189 حالة عام 2021. غير أن هذه الأرقام قد لا تكون دقيقة مع احتمالات عدم الإبلاغ عن الكثير من الحالات.

وقال سوبهاشري رابتان، مدير أحد البرامج المنخصّصة بمحاربة الاتجار بالبشر، للصحيفة: إن تغيّر المناخ هو أحد العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى ذلك في المنطقة.

بدورها، أوضحت الباحثة الاجتماعية أفني ميشر للصحيفة أنّه "على الرغم من عدم وجود دليل واضح على أن النساء والأطفال أكثر عرضة للخطر في أثناء الأحداث المناخية القاسية وبعدها إذا حدثت على نطاق واسع، ولكن هناك مؤشرات تدل على ذلك".

ورأت أنّ تأثيرات أزمة المناخ ليست محايدة بين الجنسين، لكنّ الكوارث تؤثر على المرأة بشكل مختلف. وأشارت إلى أنّ دراسات تلفت إلى أن النساء والأطفال أكثر عرضة للتأثر سلبيًا بتغير المناخ، أو أيّ نوع من الظواهر المناخية المتطرفة الطبيعية.

وقالت: "يحدث ذلك أيضًا لأن هناك بالفعل عدم مساواة بين الجنسين، وهذا الأمر يتفاقم في أثناء تغير المناخ".

الكوارث تؤثر على المرأة بشكل مختلف
الكوارث تؤثر على المرأة بشكل مختلف-غيتي

وشرحت أنه "إذا توفيت الأم في حدث مناخي شديد القسوة، يُنظر إلى الأطفال على أنهم ضعفاء، وعادة ما يرفض الأب تحمّل المسؤولية، ويعتبرهم عبئًا ثقيلًا، ولذلك يتم الاتجار بالفتيات أو بيعهن أو تزويجهن مبكرًا".

وأضافت أنّه "في حال مات الأب، فإن ذلك تحدٍ لربات المنزل اللواتي يصبحن أمهات عازبات وأرامل، وبالتالي يصبح من الصعب الاعتناء بالمنزل".

وتروي تارا (اسم مستعار لفتاة تبلغ من العمر حاليًا 13 عامًا) حكايتها مع الاسترقاق الجنسي.

ففي عام 2021، تضرّر منزل عائلتها في إحدى القرى قرب غابة سونداربانس الاستوائية نتيجة الإعصار ياس. اضطر والدها إلى ترك القرية للبحث عن عمل في مدينة أخرى، بينما انتقلت إلى منزل خالتها للعيش عندها، بما أن والدتها قد توفيت وهي في السادسة من عمرها.

وبعد فترة، استغل زوج خالتها براءتها ليخدّرها ويبيعها في العاصمة دلهي لعصابة من المتاجرين بالبشر الذين أجبروها على العمل في البغاء، وهي بعمر 11 عامًا.

شهدت الهند خلال وباء كوفيد 19، ارتفاعًا في نسبة الاتجار بالبشر تقارب 28%
شهدت الهند خلال وباء كوفيد 19، ارتفاعًا في نسبة الاتجار بالبشر تقارب 28%- غيتي

 وبعد جهود مضنية وبالتعاون مع إحدى المنظمات التي تدافع عن حقوق النساء والفتيات، تمكنت جدتها من استعادتها بعد عامين من الاستعباد، لتدخل الفتاة في مرحلة من التأهيل الصعب، حيث عانت من اضطرابات نفسية.

أما رحيمة خان، فقد كانت تبلغ من العمر 13 عامًا عندما جرى خطفها والاتجار بها عام 2012. ولم تُمانع من الحديث باسمها الحقيقي باعتبارها ناجية من الاستعباد الجنسي، ومن أجل زيادة الوعي حول هذه القضية.

وبدأت مأساة رحيمة بعد أن دمّر إعصار أيلا منزل عائلتها، ما أجبر والدها على الانتقال إلى المدينة، حيث عمل سائقّا في حين امتهنت والدتها خدمة المنازل.

وروت كيف أنه جرى خطفها وتخديرها ونقلها إلى مكان بعيد للعمل في الدعارة، حيث قضت ست سنوات من حياتها في بيت للدعارة، تعرّضت خلالها لشتى أنواع العنف والعذاب، وإجبارها على شرب الكحول ومعاشرة العديد من الزبائن يوميًا. قبل أن تتمكن أخيرًا من الهروب والعودة إلى عاتلتها في سبتمبر/ أيلول 2017.

وبينما بدأت تارا بالتحسّن، حيث تأمل بمواصلة دراستها لتكون طبيبة أو معلمة في المستقبل، يُعتبر الاستقلال المالي حلمًا بالنسبة لخان، التي تبلغ حاليًا 25 عامًا، بينما يقبع خاطفوها الآن خلف القضبان بانتظار محاكمتهم.

وقالت إنّها بصدد تقديم استئناف إلى المحكمة للمطالبة بتعويض أكبر بعد أن صدر حكم تعويض قضى لها بالحصول على مبلغ 300 ألف روبية (حوالي 3726 دولار أميركي) بعد معركة قانونية استمرت خمس سنوات.

وأضافت: "أرغب في تعويض مادي أكبر، لأن ما حصلت عليه من الحكم السابق لا يعد شيئًا مقارنة بكل ما مررت به"، مشيرة إلى أنها ترغب بتأسيس عمل خاص بها، كي لا تضطر إلى طلب المساعدة من أي شخص، وبالتالي، لا يتمكن أحد من استغلالها أبدًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close