طالبت إيران أطراف المحادثات النووية في فيينا باتخاذ "قرارات محددة" بغية التوصل إلى اتفاق نهائي في الملف النووي، مع اقتراب وصول تلك المفاوضات إلى نهايتها عبر اتفاق مشترك.
وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني في تغريدة له، على منصة تويتر، اليوم الخميس، إنه يتعين على الشركاء الغربيين في المحادثات النووية اتخاذ "قرارات محددة" من أجل التوصل إلى اتفاق نووي. وأضاف: "اقترابنا من خط النهاية ليس ضمانًا بأننا سنعبره".
وتابع: "هذا يتطلب حذرًا إضافيًا وقدرًا كبيرًا من المثابرة وقدرة إضافية على الابتكار، ونهجًا متوازنًا لأخذ الخطوة الأخيرة".
هر قدر هم که به خط پایان نزدیک باشیم، الزاما تضمینی برای عبور از آن وجود ندارد. این کار مستلزم هوشیاری، ثبات قدم قویتر، خلاقیت بیشتر و رویکردی متوازن برای برداشتن گام پایانی است. برای اتمام کار، تصمیمهای مشخصی وجود دارد که طرفهای غربی باید بگیرند.
— علی باقریکنی (@Bagheri_Kani) February 24, 2022
ويشهد الملف النووي الإيراني، تطورات متسارعة، حيث أكد مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس"، أن التصريحات الإيرانية والأوروبية بخصوص إمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون أيام "تكهنات سابقة لأوانها".
تحرك إقليمي
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه تسلم رسالة خلال وجوده في ميونيخ مؤخرًا تفيد باستعداد الرياض لإجراء جولة مباحثات جديدة مع طهران، مشيرًا إلى أن ''ما تبقى في فيينا اليوم هو مجرد عناوين بسيطة لكنها مهمة للغاية".
ورأى محمود رضا كبيري المتخصص في الشؤون السياسية خلال حديث إلى "العربي" أن معظم دول جوار إيران تتحدث عن علاقتها معها علانية، دون النسيان بأن زيارة وزير خارجية سلطنة عمان الأخيرة، "قد يكون لها علاقة بمفاوضات فيينا".
ومع زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران أمس، لا تخفي إيران رغبتها في تذليل العقبات أمام الحوار في المنطقة، لكن التعقيدات الإقليمية تتطلب جهدًا عُمانيًا إيرانيًا برأي مسقط. وترى طهران في عُمان وسيطًا جيدًا ليس مع الغرب فقط بل مع دول خليجية أيضًا.
لبحث التطورات الإقليمية والملف النووي.. وزير خارجية #عمان يزور #إيران#العربي_اليوم تقرير: حسام دياب تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/FVBxvjIXNx pic.twitter.com/4qe7iwl9YW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 24, 2022
طهران غير مرتاحة
وفي هذا الإطار، يشير مراسل "العربي" من طهران، إلى دور قديم جديد لعُمان على صعيد المحادثات بين إيران ودول الخليج، إلا أنه لفت إلى أن الرسالة التي وصلت لعبد اللهيان من وزير الخارجية العراقي تشير إلى أن الدبلوماسية التي انتهجتها طهران في الأشهر الماضية ربما بدأت تؤتي ثمارها.
أما الباحث السياسي الإيراني محمد صدقيان فقد قال في حديث إلى "العربي" أن ثمة قضايا مهمة لا زالت عالقة وتحول دون التوصل إلى الاتفاق النهائي، وأهمها المزاعم المطروحة العسكرية الإيرانية، كذلك حول أجهزة الطرد المركزي المنصوبة، التي ساهمت في تخصيب اليورانيم بنسبة وصلت إلى 60%، إذ ترفض طهران تفكيكها مع إمكانية وضعها بإشراف وكالة الطاقة الذرية.
وأضاف صدقيان أن ثمة نقطة إضافية مهمة لإيران وهو التحقق من إزالة العقوبات، فكبير المفاوضين الإيرانيين في فيينا علي باقري كني عاد إلى طهران في زيارة قصيرة قد تكون لمناقشة القيادة حول مسار المفاوضات الأخير.
وكشف صدقيان أن إيران لا تبدو مرتاحة من المماطلة الأميركية بحسب مصدر إيراني، لا سيما مع عدم ضمان في تقلب الموقف الأميركي.
ضمانات متبادلة
وتريد إيران ضمانات أكثر من الجانب الغربي في مرحلة توصف بأنها "الأكثر حساسية" على مستوى المفاوضات، وفي ظل إنكفاء للأطراف الأوروبية كونها عادت لإجراء بعض المشارورات في عواصمها.
ويحاول الغرب بنظر طهران الآن المماطلة والاستفادة من الوقت، ودفع إيران إلى التنازل عن بعض مطالبها التي تؤكد طهران أنها خطوط حمراء لا يمكن التخلي عنها.
وقال دبلوماسيون إن إشارة غامضة إلى قضايا أخرى في مسودة اتفاق تشير إلى الإفراج عن مليارات الدولارات من أموال إيران المحتجزة في بنوك كوريا الجنوبية، وإخلاء سبيل سجناء غربيين في إيران.
وفي الأسبوع الماضي، بدأت تظهر ملامح اتفاق أميركي إيراني لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018 وأعاد فرض عقوبات موسعة على إيران.