الخميس 19 Sep / September 2024

مفاوضات فيينا تدخل "مرحلة دقيقة".. إيران تدعو الغرب للتحلي بالواقعية

مفاوضات فيينا تدخل "مرحلة دقيقة".. إيران تدعو الغرب للتحلي بالواقعية

شارك القصة

نافذة خاصة تسلط الضوء على كواليس مفاوضات فيينا النووية ومستجداتها (الصورة: غيتي)
قال وزير الخارجية الإيراني: "حتى الآن نحن متفائلون جدًا بشأن المباحثات في فيينا"، مشيرًا إلى أنّ المفاوضات النووية بلغت مرحلة "مهمة وحساسة".

اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، أن المحادثات الجارية في فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وصلت إلى "مرحلة دقيقة"، داعيًا في الوقت ذاته الغرب إلى التحلي بالواقعية لحلحلة الأمور المتبقية.

وتسعى إيران إلى إحياء اتفاق عام 2015 عبر محادثات مباشرة مع القوى الكبرى وأخرى غير مباشرة مع الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

وراج حديث الأسبوع الماضي عن قرب التوصل إلى اتفاق بين طهران والقوى الكبرى بعد أشهر من المفاوضات الماراثونية، فيما تحدث مبعوث روسي أمس الثلاثاء، عن قرب انتهاء تلك المفاوضات وسط توقعات باتفاق مع الولايات المتحدة على تبادل سجناء.

أقرب وقت

وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مع نظيره العماني في طهران: إنّ "المحادثات النووية في فيينا وصلت إلى مرحلة دقيقة ومهمة".

وأضاف: "نتساءل عما إذا كان بوسع الجانب الغربي تبني نهج واقعي في التعامل مع النقاط المتبقية في المحادثات".

وأوضح عبد اللهيان أن الوفد الإيراني لم يحضر إلى فيينا لمجرد إجراء مفاوضات لأجل المفاوضات، بل للتوصل بجدية إلى اتفاق جيد، مؤكدًا: "لم نكن قط أقرب إلى تحقيق صفقة كهذه مما نحن الآن".

وفي حوار أجرته معه وكالة "يورو نيوز" ونقلته وكالة "أرنا" الإيرانية، قال عبد اللهيان: "لا نعتقد أن إيران دولة معزولة. لقد أدت العقوبات الأميركية أحادية الجانب وغير القانونية إلى بعض المشاكل بالنسبة لنا. وكذلك تسبب "التقاعس" ولا سيما من ثلاث دول أوروبية، هي المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، منذ عام 2015، ببعض المشاكل لإيران. ولكن على الرغم من كل الجهود، حتى أثناء عهد إدارة ترمب وحملته للضغط الأقصى علينا، فشل مسعى عزل إيران".

حان دوركم

وأكد وزير الخارجية الإيراني الاقتراب من الاتفاق في فيينا مع القوى الكبرى، لكنه قال: "هناك بعض القضايا المتبقية وهي خطوطنا الحمراء. حتى الآن، قمنا بالعديد من المبادرات وأظهرنا المرونة المطلوبة على طاولة المفاوضات في فيينا. وأبلغنا الأميركيين أن دورهم قد حان الآن".

وأضاف: "إنه الوقت المناسب لنرى المبادرات والمرونة من قبل الجانب الغربي"، معتبرًا أنّ "الصفقة" ممكنة في غضون ساعات قليلة، بحال قرأ الجانب الغربي ما يجري في فيينا بشكل أكثر واقعية.

وكشف الوزير الإيراني أنه في حديث بينه وبين منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، قال عبد اللهيان للأخير إن الوفد الإيراني يضع الجدية والحافز وهدف التوصل إلى صفقة عاجلة وجيدة نصب أعينه، و "إن لم يُظهر الجانب الآخر المرونة والابتكار المطلوبين، فدون أدنى شك سيكون هو المسؤول في حال فشل المفاوضات".

سلوك الأميركيين

وحول الصعوبات التي واجهت طهران في المفاوضات، قال عبد اللهيان: "أعتقد أن إحدى المشاكل التي واجهتنا في خطة العمل المشتركة الشاملة (صفقة إيران النووية) كانت تتعلق بدور الشركات الأميركية وأيضاً مكانة الدولار في التداول في النظام المصرفي. وحتى فرض الأميركيون أثناء صفقة 2015 بعض القيود في هذا الصدد".

لكن الوزير كشف أن إيران تلقت رسائل تتحدث عن النوايا الحسنة للرئيس الأميركي جو بايدن وقارنتها بسلوكه والإدارة الأميركية، وجدت مفارقة. وقال: "إنهم يرسلون رسائل تظهر حسن نيتهم، ومن ناحية أخرى، في الوقت نفسه وحتى في اليوم نفسه، يفرضون عقوبات جديدة ضد بعض الأفراد والمسؤولين لدينا. لذلك، ما يهمنا هو سلوك الأميركيين. سنحكم بناءً على سلوكهم".

والإثنين الماضي، أعلنت طهران عن تحقيق "تقدم كبير" في فيينا، في حين برزت مخاوف إسرائيلية إزاء ذلك حيث قالت وزيرة إسرائيلية: إنّ إسرائيل ستعالج هذه المخاوف من خلال ترتيبات ثنائية مستقبلية مع الولايات المتحدة.

واتفاق 2015 وقعته إيران مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، وكان يفرض قيودًا على برنامج طهران النووي للحيلولة دون إنتاج أسلحة نووية.

إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من جانب واحد من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات على طهران.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close