أظهر المرشحون الجمهوريون الساعون لنيل بطاقة ترشيح حزبهم لخوض السباق إلى البيت الأبيض، لا سيما المرشح الأوفر حظًا دونالد ترمب، دعمهم إسرائيل أمام المانحين والناخبين الذين حضروا اجتماع الائتلاف اليهودي الجمهوري في نهاية الأسبوع في لاس فيغاس.
ويأتي الاجتماع في خضم العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 23 يومًا بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في عمق مستوطنات غلاف غزة وأسفرت عن مقتل وأسر مئات الإسرائيليين.
مساع للحصول على الدعم المالي
وفي إطار حملة المرشحين الجمهوريين الانتخابية، انكب المانحون والناخبون الذين يحضرون الاجتماع على التدقيق في مدى دعم المرشّحين الجمهوريين لإسرائيل.
ويحمل هذا الحدث السنوي الذي يسعى فيه المرشّحون تقليديًا للحصول على الدعم المالي، أهمية خاصّة هذا العام بالنسبة إلى الجالية اليهودية الأميركية بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أسفرت عن 1400 إسرائيلي.
وقال المنظمون على شبكات التواصل الاجتماعي: إنّ "أنظار العالم ستتركّز" على هذا التجمّع الذي عقد أمس السبت.
ويأتي ذلك في وقت يتكثّف العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث خلّف القصف أكثر من 8000 شهيد، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وخلال هذا التجمّع، يتحدّث المتنافسون الجمهوريون الثمانية. وبين هؤلاء، تركّزت الأنظار على دونالد ترمب الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، وعلى أقرب منافسيه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
ترمب يعد بإعادة قراراته المثيرة للجدل
وقال ترمب خلال هذا التجمع السنوي: إن "الولايات المتحدة تقف بالكامل مع إسرائيل"، متحدثًا عن "نضال بين الحضارة والهمجية"، وفق وصفه.
وأضاف: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الإسرائيليين في مهمتهم لضمان القضاء على حماس والانتقام لكل هذه الفظائع"، متعهدًا بالدفاع عن إسرائيل "كما لم يفعل أحد من قبل"، حسب قوله.
من جهة ثانية، وعد ترمب بإعادة العمل بقراره المثير للجدل الذي يستهدف دولًا إسلامية إذا انتُخِب مجددًا. وقال: "هل تتذكرون حظر الدخول؟ في أحد الأيام سأعيد فرض حظر الدخول"، متعهدًا بإبقاء "الإسلاميين المتطرفين" خارج الولايات المتحدة.
وبينما يعارض كثير من المتبرعين الجمهوريين ترمب ويبحثون عن بديل له، يواجه ديسانتيس وهيلي صعوبة في إقناعهم بتمويلهما.
ويعد ترمب الذي يدعمه صغار الممولين المرشح الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الداخلية التي تبدأ في ولاية أيوا في 15 يناير/ كانون الثاني القادم.
بدورهم، أعلن المنافسون الآخرون لترمب دعمهم الثابت لإسرائيل.
انتقاد عملية "طوفان الأقصى"
وخلال اجتماع الائتلاف اليهودي الجمهوري، وصف رون ديسانتيس هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة بأنه "الهجوم الأكثر دموية على الشعب اليهودي منذ المحرقة"، وفق وصفه.
وقال السيناتور والمرشح تيم سكوت: "نحن بحاجة إلى علاج كيميائي ثقافي لمحاربة هذا السرطان"، في حين وعد ديسانتيس بإلغاء تأشيرات الطلاب الذين يتظاهرون من أجل فلسطين.
من جهته، أكد ديسانتس في منتصف الشهر الجاري، أنّ "هذا ليس الوقت المناسب للتعبير عن المظالم الشخصية ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي". وقال: "حان الوقت لدعم حقهم في الدفاع عن أنفسهم حتى النهاية".
بدورها، تعهّدت حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي هذا الأسبوع، باتخاذ إجراءات ضدّ معاداة السامية، مع التركيز على المناقشات التي يثيرها حاليًا العدوان على غزة داخل حرم الجامعات الأميركية.
وقالت: إنها إذا انتُخبت رئيسة فإنها "ستعدّل التعريف الرسمي الفدرالي لمعاداة السامية ليشمل إنكار حق إسرائيل في الوجود، وسأُجرّد المدارس من الإعفاء الضريبي إذا لم تحارب معاداة السامية بجميع أشكالها، بما يتوافق مع القانون الفدرالي"، حسب قولها.
وأضافت: "يُسمح (للطلاب) في الجامعات بالتعبير عن أنفسهم بحرية، لكنهم ليسوا أحرارًا في نشر الكراهية التي تدعم الإرهاب"، وفق قولها.
وأعلن رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون حضوره هذا الحدث. ورحّب المنظمون بمشاركته، وقالوا عبر منصة "إكس"، إنّ "مشاركته تؤكد التزامه بالتضامن مع شعب إسرائيل والجالية اليهودية الأميركية".
في هذه الأثناء، تمّ تعزيز الإجراءات الأمنية حول مكان انعقاد هذا التجمّع، خصوصًا أنّ المنظّمين توقّعوا حضور مشاركين أكبر من المعتاد.
دعم إسرائيل "سمة مميزة"
وإضافة إلى الخطابات المرتقبة، يشارك المرشّحون الجمهوريون في صلوات وفي تكريم للقتلى الإسرائيليين.
ويعدّ دعم إسرائيل من القضايا الأساسية بالنسبة إلى الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، كما أنّه قضية مهمة في السياسة الخارجية، قادرة على إحداث تغيير في صناديق الاقتراع، نظرًا للعدد الكبير من الناخبين اليهود.
كما يعد دعم إسرائيل سمة مميزة لسياسة الحزب الجمهوري الأميركي. ورغم ذلك فإن نحو 1500 من المتبرعين المجتمعين في لاس فيغاس كانوا يتطلعون إلى تعبيرات بالالتزام أكثر حسمًا، في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات متزايدة من جماعات حقوق الإنسان بسبب ضرباتها الجوية على غزة المكتظة بالسكان.
كما أنّ دعم إسرائيل يعدّ قضية مهمة بالنسبة للناخبين المسيحيين الإنجيليين، الذين يعتبرون وجود دولة يهودية شرطًا أساسيًا لتحقيق "المجيء الثاني" المأمول ليسوع المسيح، بحسب اعتقادهم.