مع استمرار التهديد الإسرائيلي بتنفيذه غزوًا بريًا واسعًا لقطاع غزة منذ بدء العدوان، ظهرت بعض الأصوات في الإعلام الغربي مشككة في إمكانية نجاحه، ومحذرة من تداعياته الكارثية.
ففي مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، رأى بول بيلار أن الغزو الإسرائيلي لغزة سيكون مصيره الفشل، مشيرًا إلى أن إسرائيل عمدت خلال حصارها الخانق للقطاع إلى تدميره بشكل دوري برًا وجوًا، خاصة بين عامي 2008-2009، وكذلك في العام 2014، وقد كبدت تلك الغزوات إسرائيل تكاليف كبيرة، ولم تنجح.
ورأى بيلار أنه فضلًا عن الغياب الواضح لأي خطة، فإنه كلما شنت إسرائيل غزوًا أكثر تدميرًا، زاد الغضب والاستياء منها.
وأضاف أن الحديث عن "تدمير" حماس، يتجاهل الإجابة عن الأسئلة الأكثر أهمية عما قد يكون مطلوبًا لتحقيق الأمن.
وفي مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، اعتبر مارك لينش أن أي عمل بري في غزة سيكون كارثة على إسرائيل، موضحًا أن الغزو البري لغزة سوف يشكل كارثة إنسانية وأخلاقية وإستراتيجية، فهو لن يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل ويلحق بالفلسطينيين تكاليف بشرية فحسب، بل سيهدد أيضًا المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وأشار لينش إلى وجود شكوك بشأن نجاح الغزو، إذ من المؤكد أن حماس توقعت مثل هذا الرد الإسرائيلي، وهي مستعدة جيدًا لحرب طويلة الأمد ضد قوات لم تشارك في مثل هذا القتال منذ عدة سنوات.
شكوك في نجاح الغزو البري
وفي صحيفة "نيويورك تايمز"، قال نيكولاس كريستوف بعد أسبوع أمضيته في إعداد التقارير في إسرائيل والضفة الغربية اسمحوا لي أن أشارككم الأسباب التي تجعلني أعتقد أننا سوف ننظر ذات يوم إلى هذه اللحظة ونرى فشلاً أخلاقيًا وسياسيًا.
واعتبر أن هناك شكوكًا في نجاح الغزو البري، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن معظم العمليات العسكرية التي بدأت بشكل متفائل انتهت بمستنقعات من الدم.
وأضاف كريستوف عندما نسمع مؤيدي الغزو يتحدثون عن القضاء على حماس، فإن ذلك يذكرنا بالأصوات التي سمعناها في عامي 2002 و2003، والتي وعدت بتحرير العراق.
أما بول روجرز فتحدث في "الغارديان" البريطانية، عن الأسباب التي تجعل أي هجوم بري إسرائيلي على غزة يفشل.
وقال روجرز: في يوليو/ تموز 2014، نفذ الجيش الإسرائيلي توغلًا بريًا كبيرًا في غزة، وتكبد لواء النخبة غولاني خسائر فادحة، واليوم من المؤكد أن "حماس" مستعدة وعلى يقين بأن إسرائيل ستلجأ إلى العمليات الجوية قبل أي هجوم.
وأضاف: "نظرًا لتصميم حكومة بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) المطلق على تدمير حركة حماس، فسوف يُقتل آلاف الفلسطينيين ويجرح عشرات الآلاف"، عندها بحسب الكاتب "بدلاً من القضاء على حماس، فإن الحرب ستؤدي إلى انضمام عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين الغاضبين إلى الحركة أو فصائل المقاومة الأخرى".