أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية في بيان الثلاثاء أن عدم تجديد مجلس الأمن قرار نقل المساعدات عبر معبر باب الهوى إلى شمال-غرب سوريا "فشل لا يمكن تبريره"، ودعته لإيجاد حل عاجل يضمن وصولها.
وقالت المنظمة إن "عدم تجديد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار نقل المساعدات الإنسانية الضرورية عبر الحدود إلى شمال - غرب سوريا (معبر باب الهوى) يشكل فشلًا لا يمكن تبريره".
ونقل البيان عن رئيس بعثة المنظمة في سوريا سيباستيان غاي قوله إن "صلاحية القرار انتهت منذ شهر، ولا حلول على المدى المنظور".
وأضاف: "إنه لأمر مؤسف بالفعل أن تستعمل المساعدات الإنسانية كأداة في النزاع السياسي، فيما يدفع السكان الذين يعانون الأمرّين في شمال غرب سوريا ثمن هذا الإخفاق".
"تعزيز عزلة شمال غرب سوريا"
ويقيم نحو ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم من النازحين، في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) في محافظة إدلب، بينما يقيم 1,1 مليون في مناطق الفصائل الموالية لأنقرة المحاذية في شمال حلب.
ويحتاج غالبية سكان تلك المناطق المكتظة بمخيمات النازحين مساعدات ملحة بعد سنوات من النزاع والانهيار الاقتصادي وتفشّي الأمراض وفقر متزايد فاقمه الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/ شباط.
مواجهة بين #روسيا و #الولايات_المتحدة في مجلس الأمن بشأن آلية إيصال المساعدات إلى الشمال السوري#سوريا تقرير: بهية مارديني pic.twitter.com/c5Bj3tOmdA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 8, 2023
وبحسب بيان منظمة أطباء بلا حدود، "يحول عدم تجديد القرار دون استمرارية وصول المساعدات إلى المنطقة ويساهم من دون شك في تعزيز عزلة شمال غرب سوريا".
ونبّهت إلى أنّ ذلك سيحدّ من قدرة المنظمات على الاستجابة ويعرقل جهودها. كما حثّت مجلس الأمن على "إيجاد حل عاجل يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا بشكل محايد وغير مُسيّس ومستدام".
لماذا فشل مجلس الأمن في تمديد الآلية؟
والشهر الماضي، فشل مجلس الأمن في الاتّفاق على تمديد الآلية الرئيسية بإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى، بعدما استخدمت موسكو أبرز داعمي نظام دمشق، حق النقض (الفيتو) لمنع تمديد العمل بالتفويض لتسعة أشهر.
وتتيح آلية أنشئت عام 2014 للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكّان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا من دون الحصول على موافقة حكومة النظام السوري التي تندّد من جهتها بهذه الآلية وتعتبرها انتهاكًا لسيادتها.
وشملت الآلية في البداية أربع نقاط عبور حدودية، لكن بعد سنوات من الضغط وعلى وجه الخصوص من موسكو حليفة النظام السوري، بقي معبر باب الهوى فقط قيد التشغيل، وقلّصت فترة استعماله إلى ستّة أشهر قابلة للتجديد، ما يعقّد التخطيط للنشاطات الإنسانية.
ورغم انتهاء صلاحية آلية الأمم المتحدة، على الأقل موقتا، هناك معبران مفتوحان، رغم أنهما أقل استخدامًا من باب الهوى.
وبعد الزلزال، سمح رئيس النظام السوري بشار الأسد بفتح معبرين حدوديين آخرين، لكنّ التفويض الذي منحه ينتهي في منتصف آب/ أغسطس الحالي.