توقفت المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمالي سوريا، بعدما أفشلت روسيا مشروع القرار الأممي الذي يقضي بتمديد آلية إدخال المساعدات لمدة 9 أشهر، كما فرض النظام السوري شروطًا لذلك التمديد وصفتها الأمم المتحدة بـ"غير المقبولة".
وأكد، مازن علوش، مدير الإعلام في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في حديث إلى "العربي"، رفضه "تسييس" قضية المساعدات الإنسانية، وطالب المجتمع الدولي بضرورة رفع يد ما سماه "الاحتلال الروسي، والنظام المجرم، عن تقرير مصير الشعب السوري، وتمكينه من التحكم بلقمة عيشه".
وتوجه الاتهامات للنظام السوري باستغلال المساعدات الإنسانية من أجل الضغط على المعارضة، وتوزيع المساعدات، وفق شروطه الخاصة، في حين تزداد حدة انعكاسات تأخر المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، على مخيمات النازحين السوريين شمالي البلاد، التي تعاني من نقص حاد على كافة المستويات الإنسانية.
تراجع كبير
وتراجعت نسبة الاستجابة الإنسانية شمالي سوريا، خلال الأعوام الماضية، لتصل إلى أقل من النصف، وفق منسقي "استجابة سوريا"، فيما زادت أعداد المحتاجين للمساعدات، خاصة بعد كارثة الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة خلال شهر فبراير/ شباط المنصرم.
مدير مخيم باسقا، محمد برهوم، كشف لـ"العربي" أنه جرى تخفيض رزمة عينة المساعدات من 70 كيلوغرامًا حتى 20، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وستفاقم أزمة توقف المساعدات، معاناة أكثر من 4 ملايين سوري، في شمال البلاد، مع استمرار تجميدها.
ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوًا من التوصل إلى اتفاق يوم الثلاثاء الماضي، لتجديد تفويض العملية بعد أن استخدمت روسيا حق النقض ضد التمديد المقترح. ولم تتمكن روسيا أيضًا من إقرار اقتراحها الخاص بتمديد العملية لمدة ستة أشهر.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "قمنا بتخزين الكثير من المواد في المنطقة (شمال غرب سوريا) قبل الموعد النهائي. لذلك لدينا بالفعل مساعدات إنسانية، لكن من الواضح أننا نريد أن تسير الأمور بأسرع ما في وسعنا".