كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، أن نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات العامة بلغت 41%، وبالتالي تكون نسبة المقاطعة قد تجاوزت تلك التي سُجّلت عام 2018.
وقالت المفوضية إن هذه النسبة احتسبت من "مجموع المحطات المستلمة والبالغة نسبتها 94%" من مراكز الاقتراع، مشيرة إلى أن العدد الأولي للمصوّتين بلغ نحو 10 ملايين شخص.
وكانت نسبة المشاركة في مدينة دهوك الأعلى بين مختلف المدن العراقية بنسبة 54%، وحلّت محافظة صلاح الدين في المرتبة الثانية بنسبة 48%.
وإذ أشارت إلى أن إعلان النتائج الأولية سيتمّ في وقت لاحق اليوم، أكدت المفوضية أن "كل ما يشاع عن فوز مرشح أو كتلة حاليًا هو أمر غير دقيق".
إشارة سياسية واضحة
وكان مسؤولون بالمفوضية قد أشاروا في وقت سابق إلى أن الانتخابات البرلمانية شهدت أقل نسبة مشاركة في سنوات.
بدورها، اعتبرت رئيسة بعثة المراقبة الأوروبية فايولا فون كرامون أن نسبة المشاركة الضعيفة "إشارة سياسية واضحة، وليس لنا إلا أن نأمل بأن تلتفت النخبة السياسية إلى ذلك".
وأوضح المحلل السياسي أحمد يونس، المقيم في بغداد لوكالة رويترز، أن العديد من العراقيين يرون أن نظام الحكم في فترة ما بعد صدام حسين، القائم على تقاسم السلطة الطائفية "كان فاشلًا، كما عمّق الفساد المترسّخ والقوة المتنامية للميليشيات المنفلتة، خيبة الأمل".
بدوره اعتبر ريناد منصور، من "مبادرة العراق" في تشاتام هاوس أن "المناورات وتشكيل الحكومة سيبدو متشابهين. ستأتي الأحزاب نفسها، إما لتقاسم السلطة وعدم تزويد السكان بالخدمات الأساسية والوظائف، وفوق ذلك ستستمر في إسكات المعارضة. إنه أمر مقلق للغاية".
"خطوة نحو الإصلاح"
ومساء الأحد، أغلقت السلطات العراقية صناديق الاقتراع، ضمن أول انتخابات برلمانية مبكرة بعد عام 2003، بعدما فتحت أبوابها للتصويت في تمام الساعة السابعة صباحًا بتوقيت بغداد.
واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح أن إتمام الانتخابات "نقطة شروع باتجاه الإصلاح الذي ينشده الشعب، وتأكيد على خياره الديمقراطي".
إتمام الانتخابات نقطة شروع باتجاه الإصلاح الذي ينشده الشعب وتأكيد على خياره الديموقراطي،وتنتظرنا مهمة جسيمة لتشكيل سلطات معبّرة عن ارادته تُحقق تطلعاته نحو مستقبل أفضل.نشكر الحكومة والأجهزة الأمنية ومفوضية الانتخابات والمراقبين الدوليين لتهيئة مستلزمات النجاح لهذا اليوم التاريخي
— Barham Salih (@BarhamSalih) October 10, 2021
من جهته، أكد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أن الحكومة "أتمت واجبها ووعدها بإجراء انتخابات نزيهة آمنة، وأنها وفّرت الإمكانات لإنجاحها".
أتممنا بحمد الله، واجبنا ووعدنا بإجراء انتخابات نزيهة آمنة ووفرنا الإمكانات لإنجاحها، أشكر شعبنا الكريم، أشكر كل الناخبين والمرشحين والقوى السياسية والمراقبين والعاملين في مفوضية الانتخابات والقوى الأمنية البطلة التي وفرت الامن، والامم المتحدة والمرجعية الدينية الرشيدة.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 10, 2021
وشهدت عملية الاقتراع الإلكترونية بعض المشاكل التقنية، مثل أعطال في بعض الأجهزة قالت السلطات إنه تمت معالجتها، وصعوبات بمسح بصمات بعض الناخبين وعمل بعض البطاقات الانتخابية.
كما ألقت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات القبض على 77 شخصًا لارتكابهم مخالفات تتعلّق بسير العملية الانتخابية.
استجابة لمطالب المتظاهرين
ودعت حكومة الكاظمي إلى إجراء تلك الانتخابات قبل عدة أشهر من موعدها استجابة لمطالب محتجين في مظاهرات مناهضة للمؤسسات القائمة في 2019 أطاحت بالحكومة السابقة.
وطالب المحتجون بتوفير الوظائف والخدمات الأساسية والإطاحة بالنخبة الحاكمة التي يعتبرها أغلب العراقيين فاسدة وتبقي البلاد في دوامة البؤس. وتعرضت تلك الاحتجاجات لقمع على أيدي قوات الأمن وجماعات مسلحة مما أسفر عن مقتل نحو 600 على مدى عدة أشهر.
والعراق أكثر أمنًا مما كان عليه قبل سنوات، وتراجعت أعمال العنف الطائفية منذ هزيمة تنظيم الدولة عام 2017.
ويبقى المشهد السياسي في العراق منقسمًا بشأن العديد من الملفات، ولا سيما وجود القوات الأميركية في البلاد والنفوذ المتزايد للجارة إيران. لذا، لا بد للتكتلات السياسية من الاتفاق على اسم رئيس للحكومة يملك أيضًا مباركة من طهران وواشنطن.