الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الناتو يشدد إجراءاته الأمنية.. باريس تعزز وجودها على جبهة الأطلسي الشرقية

الناتو يشدد إجراءاته الأمنية.. باريس تعزز وجودها على جبهة الأطلسي الشرقية

شارك القصة

مراسل "العربي" من موسكو ينقل التحركات العسكرية في بيلاروسيا (الصورة: غيتي)
بحث الرئيس الأميركي مع زعماء بمجموعة السبع سبل دعم أوكرانيا واستمعوا إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي وهو يناشدهم للحصول على أنظمة دفاع جوي.

أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي تقوده الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن دوله الأعضاء تعزز الأمن حول المنشآت الرئيسية بعدما كثفت روسيا هجماتها على أوكرانيا وصعدت التهديدات ضد الغرب، الأمر الذي دفع قادة مجموعة السبع للتعهد بـ "محاسبة" الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ للصحفيين في بروكسل، إنّ الحلف يراقب عن كثب القوات النووية الروسية، لكنه لم يرصد أي تغيير في وضعها النووي.

وأضاف أن الحلفاء يشددون الإجراءات الأمنية حول البنية التحتية المهمة بعد هجمات على خطي أنابيب غاز "نورد ستريم" في بحر البلطيق، وأن أي هجوم متعمد سيُقابل "برد موحد وحازم"، ولم يتضح بعد من يقف وراء الانفجارات الأخيرة.

ضربات روسية جديدة

جاء ذلك، إثر قصف الصواريخ الروسية أوكرانيا، لليوم الثاني، لكن بكثافة أقل من أمس الإثنين عندما قتلت عشرات الغارات الجوية 19 شخصًا وأصابت أكثر من مئة وأدت إلى انقطاع إمدادات الكهرباء في أنحاء مختلفة من البلاد، واعتبرت الأمم المتحدة أن هجمات موسكو ترقى "لجريمة حرب" كونها طالت أهدافًا مدنية.

وقال مسؤولون محليون إن ضربات صاروخية أخرى أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل في بلدة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا، وتركت جزءًا من مدينة لفيف بغرب البلاد بدون كهرباء.

كما دوت صفارات الإنذار في وقت سابق بأنحاء أوكرانيا لليوم الثاني على التوالي، بعدما دعت السلطات السكان إلى اتخاذ الحذر والنزول للملاجئ.

وصعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتعرض لضغوط مع خسارة قواته في ساحة المعركة منذ أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي، لهجته حينما قال إنه أمر بضربات أمس الإثنين ردًا على انفجار دمر جسرًا يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا عام 2014.

وشكل استهداف الجسر ضربة قوية، لخطوة موسكو أخيرًا عبر ضم أربع مناطق أوكرانية محتلة جزئيًا إلى الأراضي الروسية في مرسوم وقعه بوتين وثبّت قادة المناطق الأربع الموالين له حكامًا عليها.

تعهد أميركي جديد

في غضون ذلك، بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء آخرين في مجموعة السبع، الثلاثاء، في اجتماع افتراضي سبل دعم أوكرانيا، واستمعوا إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي وهو يناشدهم للحصول على أنظمة دفاع جوي، وصفها بأنها "أهم الأولويات".

وأوضح زيلينسكي، أن روسيا بدأت مرحلة جديدة من التصعيد، لذا فإن هناك حاجة لفرض عقوبات جديدة، ودعا إلى إرسال بعثة مراقبة دولية على الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا.

وتعهد بايدن بالفعل بإمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وهو تعهد قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه سيطيل أمد الصراع.

وحذر بيان مشترك لمجموعة السبع بعد الاجتماع روسيا البيضاء من المزيد من التورط في الحرب، وأدان الضربات الصاروخية الروسية، قائلاً: إنّ الهجمات على المدنيين تمثل جريمة حرب. ونفت روسيا تعمد مهاجمة المدنيين.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنّ الأهداف الروسية الرئيسية ركزت على منشآت الطاقة في حملة مخطط لها مسبقًا وتهدف لتنغيص حياة المدنيين الأوكرانيين.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله: "نحذر ونأمل أن يدركوا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى خطر التصعيد".

بدوره أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن بلاده لن ترفض اجتماعًا بين بوتين وبايدن خلال اجتماع قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في إندونيسيا في منتصف الشهر المقبل، وستنظر في أي اقتراح يصلها بهذا الصدد.

أما الكرملين، فأكد أن بوتين سيلتقي أيضًا يوم الخميس القادم بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي عرض استضافة محادثات سلام بين بوتين وزيلينسكي في إسطنبول، انطلاقًا من كون أنقرة ما تزال طرفًا مقبولًا من كييف وموسكو.

فرنسا تعزز وجودها على الجناح الشرقي

إلى ذلك، أعلن وزير الجيوش الفرنسي أن بلاده ستعزز وجودها العسكري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي من خلال نشر مدرعات لسلاح المشاة ودبابات "لوكلير" في رومانيا وتعزيزات في إستونيا في الأسابيع المقبلة.

وأوضح الوزير سيباستيان لوكورنو خلال جلسة استماع أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ أن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون "بتعزيز وضعنا الدفاعي في الجانب الشرقي من أوروبا" اتخذ "على ضوء الوضع في الجناح الشرقي للناتو" و"القتال العنيف في أوكرانيا".

وتقود فرنسا مهمة الناتو في رومانيا التي تضم حاليًا 350 جنديًا فرنسيًا، بالإضافة إلى قوات بلجيكية وهولندية.

وتستعد باريس لمضاعفة قوتها العاملة على الأرض في نوفمبر/ تشرين الثاني وفق مصدر عسكري، عبر نشر 12 آلية مدرعة و12 دبابة من طراز "لوكلير".

وأضاف وزير الجيوش: "سنواصل أيضًا تعزيز وضعنا الدفاعي في ليتوانيا" من خلال نشر طائرات مقاتلة من طراز رافال لتوفير الأمن الجوي، "وفي إستونيا حيث سيتم نشر سرية مشاة معززة من القوات الخفيفة" في 2023 مزودة بمركبات غريفون، تقدر بنحو 100 عنصر إضافي.

وحالياً، يتمركز نحو 300 جندي فرنسي في إستونيا في إطار حلف شمال الأطلسي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close