أعلن "المؤتمر الوطني الإفريقي"، الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، إرساله وفدًا من كبار المسؤولين إلى روسيا، لمناقشة ما أسماه "ملف إعادة ضبط النظام العالمي".
وكانت موسكو طرحت هذا الملف مع بداية حربها على أوكرانيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنّ ما يجري من أحداث اليوم هي محاولة لكسر نظام العالم أحادي القطب.
وتعلم روسيا أنّ معركتها في أوكرانيا مصيرية، فهي تحدّد مستقبلها. وأمام الحصار ومحاولة العزل الذي تواجهه من الغرب، تسعى موسكو أيضًا لإيجاد بديل في كل من آسيا والقارتين الإفريقية وأميركا الجنوبية.
ويرسل بوتين وزير خارجيته إلى إفريقيا لبحث العلاقات والتحضير لقمة دول "البريكس" التي تستضيفها جنوب إفريقيا في أغسطس/ آب المقبل، بينما يعمد بوتين إلى محاولة استمالة قادة القارة السمراء عبر إغرائهم بخيرات بلاده من الحبوب بالمجان.
وأمام التطورات العالمية، تقف بكين دولة متماسكة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا. فهي التي فاجأت العالم بإمكاناتها في الحدّ من الجوع والفقر في الداخل، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي؛ وتتطلّع أيضًا إلى قيادة العالم وسط مشاعر من القلق الأميركي والأوروبي من احتمالية تقارب الصين وروسيا ودعمها في الحرب على أوكرانيا، أو أن تُصبح الصين منافسًا للغرب وسط تغير في سياساتها وطريقة إدارتها لعلاقاتها مع الدول.
قوة عسكرية واقتصادية تُخيف #الولايات_المتحدة.. حقائق وأرقام حول الاقتصاد والتسليح الصيني 👇#تقدير_موقف #الصين pic.twitter.com/1u22R5rLtn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 27, 2023
معركة كبرى
في هذا السياق، أوضح فياتشيسلاف ماتوزوف، الدبلوماسي الروسي السابق، أنّ موسكو تدخل المعركة الكبرى من أجل بناء مجتمع دولي جديد في القرن الواحد والعشرين، ببرنامج سياسي لا اقتصادي أو عسكري.
#بوتين يُوقّع مرسومًا جديدا لعقيدة السياسة الخارجية لـ #روسيا.. إليكم أبرز بنوده👇#العربي_اليوم pic.twitter.com/uRecYlcNnu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 31, 2023
وقال ماتوزوف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إنّ كل محاولات الأطراف المختلفة لتحديد مسار اجتماع قمة العشرين ببرنامج سياسي غير مبني على أسس متوازنة محكومة بالفشل.
الدول المعادية لأميركا
من جهته، شكّك السفير آدم إيرلي، الدبلوماسي الأميركي السابق، في أن يكون هناك عدد كبير من الدول المعادية للولايات المتحدة.
وقال إيرلي، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إنّه فيما يتعلّق بارساء نظام عالمي جديد، فان الولايات المتحدة ترى أنّ هناك تحديات تحول دون ازدهار العالم لا يُمكن تخطيها إلا عبر التعاون معًا، أو تعديل بعض قوانين النظام العالمي التي تسعى إلى حفظ استقرار العالم.
نظام عالمي جديد
بدوره، اعتبر الدكتور سمير صالحة، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة اسطنبول، أنّ جنوب إفريقيا لا تملك هذا الثقل أو الوزن الإقليمي والدولي كي تطرح أفكارًا حول تغيير النظام العالمي.
وقال صالحة، في حديث إلى "العربي"، من اسطنبول، إنّ العالم يناقش مصطلح النظام العالمي الجديد منذ قرون، بعد كل أزمة أو حرب أو كارثة، لكنّه أكد أنّه يصعب على الدول التي تسعى لبناء نظام عالمي جديد تحقيق ذلك.
وأضاف أنّ كل ما تستطيع هذه الدول فعله هو عبارة عن مناقشة منظومة علاقات دولية جديدة على المستوى الإقليمي والعالمي، وطرح أفكار جديدة توحّد العالم ككل.
ورأى أن كل ما يحصل هو حرب سياسية اقتصادية تجارية أمنية بين الفاعلين المؤثرين في العالم.