السبت 7 Sep / September 2024

الهجوم الروسي على أوكرانيا.. لاجئو الشرق الأوسط يفرون من حرب لأخرى

الهجوم الروسي على أوكرانيا.. لاجئو الشرق الأوسط يفرون من حرب لأخرى

شارك القصة

مراسلة "العربي" جهيدة رمضاني ترصد واقع اللاجئين الأوكرانيين في بولندا (الصورة: غيتي)
قال بعض اللاجئين، بمن فيهم طلاب عرب وأفارقة وجنوب آسيويين، إنهم رأوا معاملة مختلفة عن اللاجئين الأوكرانيين.

أجبر الهجوم الروسي على أوكرانيا اللاجئين الهاربين من حروب في بلدانهم على خيارات صعبة، حيث انتهى بهم الأمر إلى الفرار مرة أخرى من حرب أخرى.

ومن بين هؤلاء يمنيون وأفغان وسوريون، انضموا إلى أكثر من 2.5 مليون شخص فرّوا من أوكرانيا حتى الجمعة، في أسرع هجرة جماعية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وجد الشاب اليمني أحمد، الذي رفض نشر اسمه بالكامل خوفًا من أن يؤثر ذلك على فرص لجوئه في أوروبا، الاستقرار منذ غادر اليمن إثر الحرب الدائرة منذ سبع سنوات. لكن الشاب العشريني، أُجبر على الفرار من منزله الجديد الأسبوع الماضي مع اقتراب القوات الروسية في الشرق الأوكراني.

فقد انتقل طالب الهندسة إلى خاركيف قبل أكثر من عام، وقال لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية: "لقد كانت مكانًا رائعًا للعيش والاستقرار. تركت كل شيء ورائي".

ثاني هروب خلال 6 أشهر

بدورها، وجدت الأفغانية معصومة طاجيك، وهي محللة بيانات فرّت إلى كييف من كابُل بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، نفسها تُحاول الهرب للمرة الثانية خلال ستة أشهر.

وفرّت طاجيك (23 عامًا) من العاصمة الأوكرانية بحقيبة ظهر كانت تحملها من كابُل، وبعض الملابس وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.

وقالت طاجيك للصحيفة: "عندما وصلت إلى كييف لأول مرة... شعرت أنني أستطيع التنفس. الآن أشعر أنه لا يوجد شيء مضمون في الحياة، لذلك أعيش اليوم كما هو".

سوريون لاجئون

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة الفتى السوري الأوكراني الذي يبلغ من العمر 11 عامًا والذي وصل إلى سلوفاكيا بمفرده، برقم هاتف مكتوب على يده. وكانت عائلة الصبي فرّت قبل سنوات من سوريا إلى أوكرانيا.

وعلى مجموعات "فيسبوك" الخاصّة بالسوريين في أوكرانيا، طلب اللاجئون المساعدة في مغادرة البلاد أو كيفية الحصول على الإقامة المؤقتة أو طلب المشورة بشأن المكان الذي يذهبون إليه بعد الهروب.

"صدمة الهروب"

بالنسبة لأحمد، استغرق العبور من خاركيف إلى الحدود البولندية ثلاثة أيام. وعندما تمكّن من التحدّث إلى والديه في اليمن، لم يكن يريد أن يقلقهما. وقال ضاحكًا للصحيفة: "جعلتهم يعتقدون أنني كنت في فندق خمس نجوم".

وعن الحصار داخل أوكرانيا مقارنة باليمن، يقول أحمد: "كان الأمر صعبًا للغاية. لم نكن نعرف الكثير من الناس، ولم نتمكّن من إيجاد مخرج بسرعة. أما في اليمن، فكنا بين عائلاتنا، ولم يكن يهم إذا كنت تعيش أو تموت لأننا جميعا معًا".

كان المئات من اليمنيين موجودين في أوكرانيا عند بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

بينما قال أحمد إن أداءه كان أفضل من غيره، صدمه الهروب: "أخشى أن أتمكّن من الاستقرار مرة أخرى، ثمّ تنقلب الأمور مرة أخرى، ولا يكون هناك مكان نذهب إليه".

ومن قطار متجه إلى ألمانيا، قال الشاب اليمني للصحيفة إنه يأمل أن يلتقي بأحد أقاربه ويواصل الدراسة.

معاملة مختلفة

على غرار أحمد، سارع العديد من الطلاب الآخرين من بلدان مختلفة لمغادرة أوكرانيا. وقال البعض، بمن فيهم طلاب عرب وأفارقة وجنوب آسيويين، إنهم رأوا معاملة مختلفة عن اللاجئين الأوكرانيين.

وقال البعض إنه لم يُسمح لهم بالصعود إلى الطائرة، أو إن الجنود على الحدود دفعوهم إلى الوراء للسماح للأوكرانيين بالمرور أولًا.

وغادر محمد، الذي طلب عدم نشر اسمه الأخير، منزله على الساحل الغربي لليمن. وخرج من أوكرانيا بعد أن استيقظ على أصوات صفارات الإنذار في وسط مدينة بولتافا. وبدأ رحلة عبر محطات القطارات والحافلات المليئة بالحشود، والتي تضمّنت رحلة مدتها 15 ساعة إلى الحدود سيرًا على الأقدام بمساعدة الغرباء.

وقال للصحيفة: "لم أشعر بساقي جراء المشي لساعات ناهيك عن الخوف الذي شعرت به".

واتخذ الاتحاد الأوروبي تدابير غير مسبوقة للاجئين الجدد، حيث يمكن للأوكرانيين الآن الحصول على حماية مؤقتة داخل دوله الـ27 لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، متجاوزين نظام اللجوء الذي ترك الكثيرين من إفريقيا والفارين من الشرق الأوسط منسيين لسنوات بعد وصولهم.

وقد عبر محمد إلى بولندا، والتقى في النهاية بعائلة بولندية تحمل لافتات تعرض المساعدة. كان ممتنًا للعائلة التي أوصلته مع صديق عراقي إلى وارسو قبل أن ينتقل إلى مكان آخر.

وبالعودة إلى ذكرياته في بولتافا، قال: "لم أتخيل قط أن يصل الدمار إلى هذا المستوى. لقد كونت صداقات هناك واحتفلنا معًا.. لقد كنت سعيدًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات