حذّرت وزارة الخارجية الروسية السبت من "تصعيد متفجر" بعد الضربات التي نفذتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، داعية الطرفين إلى "ضبط النفس"، في وقت ندّدت فيه تركيا بالهجوم.
وعبّرت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان عن قلق روسيا "حيال التصعيد المتفجر الجاري بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية والذي يطرح مخاطر حقيقية على الاستقرار والأمن في المنطقة".
وطالبت "جميع الأطراف المعنيين بضبط النفس وإنهاء العنف وتجنّب سيناريو كارثي".
وقصفت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران في وقت مبكر اليوم السبت، لكن ردها على الهجوم الذي شنته طهران في وقت سابق من الشهر لم يستهدف على ما يبدو مواقعها النفطية والنووية بعد دعوات ملحة من الحلفاء ودول الجوار لضبط النفس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات انتهت قبل فجر اليوم من شن ثلاث موجات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى في إيران، محذرًا طهران من الرد.
بدورها، قالت إيران إن الدفاعات الجوية تصدت بنجاح للهجوم، فيما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن ارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى 4 جنود.
تركيا تدعو لوقف "إرهاب إسرائيل" ولبنان يندد
في غضون ذلك، دعت تركيا إلى "وضع حد للإرهاب الذي أوجدته إسرائيل في المنطقة"، و"نددت" بالضربات الإسرائيلية على إيران، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وقالت الوزارة إنّ "إنهاء الإرهاب الذي أوجدته إسرائيل في المنطقة أصبح مهمّة تاريخية لإحلال الأمن والسلام الدوليين".
وأضافت: "ندين بأشدّ العبارات الهجوم الإسرائيلي على إيران. بارتكابها إبادة جماعية في غزة والاستعداد لضم الضفة الغربية وقتل المدنيين كل يوم في لبنان، دفعت إسرائيل منطقتنا إلى حافة حرب أكبر".
ودعت الوزارة التركية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات فورية لفرض احترام القانون وإيقاف حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو"، مطالبة "دول المنطقة والجهات الفاعلة من خارج المنطقة بتبنّي موقف عقلاني وحذر".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية اللبنانية الهجوم الإسرائيلي داعية إلى وضع حد لتصعيد تل أبيب العسكري.
واعتبرت خارجية لبنان، في بيان، أن الهجمات الإسرائيلية تشكل "انتهاكًا لسيادة إيران، وتهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وأشار البيان إلى أن "لبنان يدعو مجددًا المؤسسات الدولية المعنية، لا سيما مجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياتها في وضع حد للتصعيد العسكري الإسرائيلي في كافة أنحاء المنطقة، بما في ذلك العدوان المستمر على لبنان".
ألمانيا تحذر إيران من التصعيد
في السياق ذاته، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم السبت طهران من أي "تصعيد" بعد الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
وكتب شولتس في منشور على موقع إكس: "رسالتي إلى إيران واضحة: ردود الفعل التصعيدية المكثفة يجب ألا تستمر. يجب أن يتوقف هذا الآن. وعندها ستفتح إمكانية تطور سلمي في الشرق الأوسط".
ودعا شولتس "جميع الأطراف" إلى "وقف إطلاق النار في غزة" و"إطلاق سراح الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وتابع أن "الأمر نفسه ينطبق على لبنان" مشددًا على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701.
وأنهى القرار الأممي 1701 حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، ونصّ على تعزيز انتشار قوة "اليونيفيل" الأممية وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الأممية.
وتابع المستشار الألماني: "نتوقع من حزب الله أن ينسحب إلى خلف نهر الليطاني من أجل التوصل إلى تطور سلمي".