الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"الوضع كارثي".. وكالات الإغاثة تواجه صعوبات للوصول إلى مدن أوكرانية

"الوضع كارثي".. وكالات الإغاثة تواجه صعوبات للوصول إلى مدن أوكرانية

شارك القصة

إضاءة حول تحذير برنامج الأغذية العالمي من حدوث مجاعة عالمية بسبب الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
عدم وجود ممرات إنسانية يجعل من شبه المستحيل إيصال مواد غذائية عاجلة لمدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا.

تجاهد وكالات الإغاثة الإنسانية من أجل الوصول إلى أشخاص عالقين في مدن أوكرانية واقعة تحت حصار القوات الروسية، من بينهم مئات الآلاف من الأطفال والنساء، بحسب ما أعلنه اليوم السبت برنامج الأغذية العالمي.

وأشار منسق الطوارئ في البرنامج جيكوب كيرن إلى أن "التحدي يكمن في الوصول إلى مدن مطوقة أو تكاد أن تُطوق"، واصفًا الوضع بـ"الكارثي".

وأضاف كيرن أن عدم وجود ممرات إنسانية يجعل من شبه المستحيل إيصال مواد غذائية عاجلة لمدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا، ومدينتي خاركيف وسومي في شمال الشرق. وقال إن هذا تكتيك "غير مقبول في القرن الحادي والعشرين". 

"مهمة ضخمة"

واضطر البرنامج الأممي ومقره روما إلى بدء مهمة تعبئة مستودعات أوكرانيا "من الصفر"، في وقت بات استبدال سلاسل إمدادات المواد الغذائية المعطلة في خضمّ معارك شرسة، "مهمة ضخمة"، بحسب كيرن.

وتأمل الوكالة الوصول إلى 3,1 ملايين شخص في أوكرانيا، لكن الجهود لنقل مواد مثل المعكرونة والأرز واللحوم المعلبة تعرقلها صعوبات إيجاد سائقي شاحنات راغبين في القيام بالمهمة.

وأوضح كيرن أنه "كلما اقتربت المسافة من تلك المدن يزداد قلقهم إزاء سلامتهم". وأضاف: "هذا يعني عدم تمكننا من الوصول إلى هؤلاء الأشخاص في ماريوبول وسومي وخاركيف، في المدن شبه المطوقة أو المطوقة بالكامل مثل ماريوبول".

وفر أكثر من 3,5 ملايين شخص من أوكرانيا، لكن العديد لا يزالون محاصرين من بينهم "مئات آلاف النساء والأطفال. لا يمكنهم الخروج ولا يمكننا الوصول إليهم".

تكتيكات مشابهة لما يحصل في سوريا

ورأى كيرن الذي عمل مع البرنامج لثلاث سنوات في سوريا خلال النزاع، أن تكتيكات الحصار المستخدمة في أوكرانيا مشابهة لتلك التي كانت مطبقة في سوريا، لكن عواقبها أكبر نظرًا لأن المدن المحاصرة أكبر.

وقال: "قبل يومين تمكنت قافلة تضم بضع حافلات من الوصول إلى سومي محملة بما يكفي من المواد الغذائية لنحو 3 آلاف شخص لبضعة أيام، لكنها صغيرة الحجم وهذه مدن كبيرة تحتاج لممرات وصول منتظمة وأن يكون حجم (المساعدات) أكبر بكثير".

وأوضح: "هنا توجد حاجة لقافلة يوميًا تقريبًا لتزويد نصف مليون أو مليون شخص بمواد غذائية أساسية. وهذا يتطلب في الأساس ممرًا إنسانيًا دائما إلى تلك المدن".

"أوكرانيا سلّة خبز العالم"

وتابع :"مع ذلك فإن مجرد مساعدة صغيرة في أوكرانيا كما في سوريا، يمكن أن ترفع معنويات الأشخاص المتروكين لمصيرهم في ظروف مروعة لأن "إدراك الناس العالقين أنهم غير منسيين، يعني لهم الكثير".

تاريخيًا تعتبر أوكرانيا "سلة خبز" العالم، وقد اشترى برنامج الأغذية العالمي منها نصف إمداداته من القمح قبل اندلاع الحرب.

وحاليًا مع إغلاق الموانئ الأوكرانية وتعليق عقود الحبوب الروسية بسبب العقوبات، فإن 13,5 مليون طن من القمح و16 مليونًا من الذرة مجمدة حاليًا في روسيا وأوكرانيا.

وتسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والطاقة، الذي تفاقم بسبب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، إلى زيادة تكلفة عمليات البرنامج العالمية بمقدار 70 مليون دولار (63,3 مليون يورو) في الشهر، ويسعى البرنامج للحصول على تبرعات عاجلة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close