الخميس 12 Sep / September 2024

اليمن يدعو الأمم المتحدة لاتخاذ موقف حيال "عرقلة الحوثيين للسلام"

اليمن يدعو الأمم المتحدة لاتخاذ موقف حيال "عرقلة الحوثيين للسلام"

شارك القصة

الخبيرة في الشؤون الأوروبية والأطلسية هالة الساحلي تتحدث لـ"العربي" عن دلالة عدم مشاركة موسكو في قمة ميونخ للأمن (الصورة: غيتي)
التقى وزير الخارجية اليمني بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هامش الدورة الـ58 لمؤتمر ميونخ للأمن التي تعد الأزمة الأوكرانية أبرز ملفاته.

دعا وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، السبت، الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حيال "عرقلة الحوثيين لتحقيق السلام" في البلاد وذلك خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هامش الدورة الـ58 لمؤتمر ميونخ للأمن، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

وطالب بن مبارك بـ"اتخاذ موقف أممي إزاء الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي، وعرقلتها لجميع المبادرات الأممية والإقليمية الهادفة لتحقيق السلام في اليمن"، على حدّ وصفه.

ودعا الوزير اليمني "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الميليشيات الحوثية، للتعامل بإيجابية مع الجهود والمبادرات الأممية الهادفة إلى تحقيق السلام".

كما أعلن استعداد الحكومة اليمنية لـ"تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة، من أجل الوصول إلى حل للأزمة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الانقلاب الحوثي".

وتطرقت المباحثات أيضًا إلى "التهديد الذي يمثله استخدام الحوثيين ميناء الحديدة (غرب) للأغراض العسكرية، وتهديد السلم والأمن الدوليين من خلال استهداف ممرات الملاحة الدولية"، حسب المصدر ذاته.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري سعودي إماراتي، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، والتي تسيطر على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنه بنهاية عام 2021، تكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

مؤتمر ميونخ الدولي للأمن

وبعد تأجيله عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، انطلقت أمس الجمعة أولى جلسات مؤتمر ميونخ الدولي للأمن في دورته الـ58 في مدينة ميونخ الألمانية فعليًا وليس افتراضيًا.

وجاء المؤتمر في وقت يشهد فيه العالم تطورات على المستويات السياسية والأمنية، خصوصًا الأزمةَ بين أوكرانيا وروسيا.

ويناقش المؤتمر، الذي يعد أحد أشهر المؤتمرات الأمنية في العالم، ملفات أخرى من بينها الملف النووي الإيراني، وجائحة فيروس كورونا، وأزمات المناخ والطاقة، بالإضافة إلى بنية النظم الأمنية في العالم.

ورغم توجيه دعوة لها فإن روسيا الطرف الأساس في الأزمة فضلت المقاطعة على الحضور، في وقت كثفت فيه واشنطن من تمثيلها الديبلوماسي عبر مشاركة نائبة الرئيس الأميركي ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأكثر من 30 رئيس دولة وحكومة.

وفي هذا الإطار، اعتبرت الخبيرة في الشؤون الأوروبية والأطلسية هالة الساحلي أن غياب روسيا عن مؤتمر ميونخ للأمن لا يعني إغلاق باب التفاوض، مضيفة أن ما تشهده المنطقة هي "عملية شد حبال"، وأن غياب بوتين هو لزيادة الضغط على الحلفاء الموجودين في المؤتمر.

ورأت في حديث إلى "العربي" من العاصمة البلجيكية بروكسل، في تصعيد منطقة دونباس بين الانفصاليين والجيش الأوكراني؛ تتويجًا للضغط الذي تمارسه موسكو، في رسالة واضحة بأنه في حال كان هناك عقبات في الدبلوماسية فإن الرئيس بوتين سيذهب نحو التصعيد، لإيصال رسالة للإدارة الأميركية بأن بلاده جاهزة للحوار لكن ليس من دون مقابل.

وأضافت أن الرئيس الروسي اعتمد التصعيد منذ بداية الأزمة، ونجح نوعًا ما في تحقيق أهدافه، إذ إنه بعد رفض الأوروبيين الدخول معه في مفاوضات مباشرة حول الهندسة الأمنية لأوروبا؛ استطاع أن يدخل في محادثات ومفاوضات ثنائية مع الجانب الأميركي والظهور بمظهر القوة الدولية.

ولفتت الساحلي إلى أن هناك مفاوضات مع الجانبين الأميركي والروسي، لكنها تتم عبر وساطة أوروبية دبلوماسية بامتياز وخصوصًا فرنسية، مشيرة إلى أن فرنسا تترأس الدور الحالي للاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي كما أنها تترأس مجموعة النورماندي.

وتابعت أن بوتين يسعى للضغط عبر القناة الفرنسية على الإدارة الأميركية وفرض أهدافه ومقارباته في إعادة الهيكلة والهندسة الأمنية لأوروبا، في حين أن المقاربة الأميركية هي تكتيكية وتعني المزيد من الشفافية حول انتشار الأسلحة النووية الروسية ووقف التسلح الروسي، ووقف تهديد الأمن والسلم الأهلي في أوروبا وفي ساحات أخرى ولا سيما الشرق الأوسط.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close