الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

اليونيسيف تطلق جرس إنذار.. مستقبل الأطفال في لبنان "على المحك"

اليونيسيف تطلق جرس إنذار.. مستقبل الأطفال في لبنان "على المحك"

شارك القصة

اليونيسف: هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تضوّر أيّ طفل لبناني جوعًا (غيتي)
اليونيسف: هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تضوّر أيّ طفل لبناني جوعًا (غيتي)
أظهرت دراسة أجريت على مدى ستة أشهر، أن مئات آلاف الأطفال في لبنان معرضون للخطر، متحدثة عن "تراجع دراماتيكي في أسلوب عيش الأطفال اللبنانيين".

بات مستقبل الأطفال في لبنان "على المحك"، وفقًا لتحذيرات أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الثلاثاء، في أحدث تقرير لها، وذلك وسط تفاقم تداعيات الانهيار الاقتصادي عليهم، من نقص في التغذية والرعاية الصحية وارتفاع معدل العمالة.

وأوضحت ممثلة يونيسف في لبنان يوكي موكو، بأنه يُفترض أن يشكّل حجم الأزمة، وعمقها جرس إنذار للجميع ليستفيقوا الآن.

وتعصف بلبنان في الوقت الراهن أزمات سياسية واقتصادية، وسّعت هوة محاولات الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي لتشبيك العلاقات الدولية والعربية، ضمن خارطة طريق تبنتها تلك الحكومة عقب تشكيلها، لانتشال الواقع الاقتصادي من وضعه المتأزم، الذي أرخى بثقله على جميع مناحي الحياة.

إجراءات عاجلة

وشدّدت المسؤولة الأممية، على وجود حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة، لضمان عدم تضوّر أيّ طفل جوعًا، أو إصابته بالمرض، أو اضطراره للعمل بدل تلقّيه التعليم.

وأظهرت الدراسة التي أجرتها المنظمة على مدى ستة أشهر أن مئات آلاف الأطفال في لبنان معرضون للخطر، متحدثة عن "تراجع دراماتيكي في أسلوب عيش الأطفال اللبنانيين"، فيما لا يزال الأطفال اللاجئون يرزحون تحت "وطأة الضرر الكبير".

وأورد تقرير المنظمة أن "مستقبل جيل كامل من الأطفال في لبنان على المحك".

وبيّنت الدراسة أن 53% من الأسر لديها طفل واحد على الأقل فوّت وجبة طعام في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقارنة بنسبة 37% في أبريل/ نيسان الماضي، واضطرت ثلاث من عشر أسر إلى تخفيض نفقات التعليم.

خيار واحد

وعلى وقع الأزمة، وجد الكثير من الأطفال أنفسهم أمام خيار واحد، هو العمل، وفق التقرير الذي أشار إلى ارتفاع عدد الأسر التي أرسلت أطفالها إلى العمل من تسعة إلى 12%، وقد ازدادت نسبة الأسر اللبنانية منها نحو سبعة أضعاف.

وكان للأزمة تداعياتها على صحة الأطفال، إذ أن 34% لم يتلقوا الرعاية الصحية التي كانوا يحتاجونها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مقابل 28% خلال أبريل/ نيسان الماضي.

وفاقم وباء كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت، وطأة الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أكثر من عامين، التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

وفقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها وبات نحو 80% من السكان تحت خط الفقر، بينما يرتفع المعدل أكثر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.

ونقل تقرير اليونيسف عن حنان (29 عامًا)، المقيمة في طرابلس أفقر مدن لبنان، قولها: "تزداد الحياة صعوبة يومًا بعد يوم. لقد أرسلت أولادي الأربعة إلى مدرستهم بدون طعام"، مضيفة: "فكرت بالانتحار لكني عدت واستبعدت تلك الفكرة بمجرد أن نظرت إلى أطفالي".

واضطرت أمل البالغة من العمر 15 عامًا إلى العمل في قطاف الفاكهة لدعم عائلتها، ونقل التقرير عنها: "أهلنا بحاجة إلى المال الذي نكسبه، ماذا سيفعلون إذا توقفنا عن العمل"، مضيفة: "أكثر ما يقلقنا هو سداد إيجار البيت. لا نريد أن نفقد منزلنا".

ومنذ عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلًا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close