الأحد 8 Sep / September 2024

انتصار الحياة على الموت.. زفاف في مدرسة للنازحين جنوب غزة

انتصار الحياة على الموت.. زفاف في مدرسة للنازحين جنوب غزة

شارك القصة

زفاف في مركز للاجئين في رفح
تمّت مراسم الزفاف في فصل دراسي تكدست فيه الملابس، في مدرسة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في رفح- غيتي
بإمكانيات بسيطة أتم مصطفى وأفنان زفافهما في مدرسة للاجئين في رفح مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وسط الزغاريد في مدرسة تعج بالنازحين في رفح، تأكيدًا لإرادة الحياة على الرغم من الحرب والدمار والموت الذي سببه العدوان الإسرائيلي في غزة، عقد مصطفى وأفنان قرانهما محاطان بالأطفال والأقارب.

وارتدت أفنان البالغة من  العمر 17 عامًا ثوبًا فلسطينيًا أبيض مطرزًا بالأحمر بمناسبة زواجها من مصطفى وعمره 26 عامًا، وقد ارتدى سترة سوداء بلا أكمام وبنطال جينز.

وجرت مراسم الزفاف على نحو لم يخطر في بال العريسين في فصل دراسي تكدست فيه الملابس، في مدرسة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وكانت خطط الزفاف قد تعثرت مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

وقال أيمن شملخ، عم العريس، "طُلب منا أن نُخلي منازلنا" عندما طالت الضربات الأولى مدينة غزة. حدث ذلك قبل أن تبدأ القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول.

زفاف بلا إمكانيات مناسبة

وأضاف شملخ "جئنا إلى رفح"، في جنوب القطاع على الحدود مع مصر هربًا من القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وقد جاء نزوحهم على غرار عدد كبير من النازحين الذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بنحو 1,9 مليون شخص من أصل سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وتابع: "استقرينا في المدارس والخيام. دُمر المنزل الذي كان من المفترض أن يسكنه العروسان، ومع استمرار الحرب وجدنا أن من الأفضل لهما أن يتزوجا".

وأشار محمد جبريل، والد العروس، إلى أن "التجهيزات المعتادة لحفل الزفاف غير متوفرة" ولا يمكن إقامة عرس تقليدي لكن الملابس متوفرة وإن كانت "نادرة وباهظة الثمن".

زفاف في مركز للاجئين في رفح
كانت خطط الزفاف قد تعثرت سابقًا بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة- غيتي

وتمكنت أفنان من الحصول على بعض الملابس، بالإضافة إلى قليل من مستحضرات التجميل وأحمر الشفاه. وبدت زينتها متناقضة مع مشاهد الحرمان والجوع وبرك الماء التي خلفها المطر والمراحيض التي يضطر مئات الأشخاص لتقاسمها.

وتحت أنظار حشد تجمع في باحة المدرسة وممراتها، ركب الزوجان سيارة سوداء توجهت بهما إلى الخيمة التي سيقيمان فيها.

وقال والد العروس: "نحن شعب يحب الحياة رغم الموت والقتل والدمار".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close