كشف قادة كبار في الجيش الإسرائيلي الأحد، أن الانسحاب من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، جاء بسبب "الإرهاق القتالي" وليس كبادرة للترويج لصفقة تبادل أسرى، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقال القادة العسكريون، الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم: "إن الجيش يدرك منذ فترة طويلة أن الوجود المستمر للمقاتلين في جنوب القطاع دون التقدم إلى مناطق قتال جديدة يعرّض حياتهم للخطر".
واعتبروا أنّ خروج قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة يأتي أيضًا بسبب "استنفاد القدرات القتالية والاستخباراتية في المنطقة، وليس كخطوة لبناء الثقة تمهيدًا لمغادرة الوفد المفاوض إلى القاهرة في محاولة للترويج للصفقة".
وبحسب الصحيفة، أشار القادة إلى أن الانسحاب جاء بناء على اعتبارات عملياتية فقط تتوافق مع الواقع الأمني على الأرض. وقالوا إنّ "الانسحاب لم يكن تنفيذًا لطلب أميركي، حيث من المتوقع أن تركز القوات من الآن فصاعدًا على غارات مفاجئة في المنطقة (جنوبي قطاع غزة)، في حين تستمر العمليات البرية في شمال القطاع".
وعقب إعلان الجيش الإسرائيلي انسحابه من مدينة خانيونس التي دخلها في 3 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تداولت وسائل إعلام عبرية ودولية تقارير تفيد بأنّ ذلك جاء خضوعًا للضغوط الأميركية بضرورة وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى.
التحضير لـ"مهمة رفح"
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد لفت الأحد إلى أن خروج قوات الجيش من خانيونس يهدف إلى التحضير لـ"مهمة رفح".
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بدعوى أنها لن تستطيع الانتصار في الحرب على غزة دون ذلك، رغم تحذيرات دولية من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى وقوع مجازر في صفوف كثير من المدنيين.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد، أنه لم يتبقّ في قطاع غزة سوى لواء واحد فقط، هو لواء "ناحال"، ويتولى مهمة تأمين الممر الذي أقامه الجيش لقطع الشمال عن الجنوب، لمنع النازحين من العودة إلى شمالي القطاع.
وتعقيبًا على الانسحاب الإسرائيلي من خانيونس، توعّدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في رسالة مصورة مقتضبة باللغتين العربية والعبرية، الجيش الإسرائيلي باستهدافه مجددًا في حال معاودته الدخول إلى قطاع غزة.
وبوتيرة يومية، تعلن كتائب القسام، قتل وإصابة جنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية، وتبث مقاطع فيديو توثق بعض عملياتها.
وكان الوفد المفاوض الإسرائيلي قد توجه إلى القاهرة الأحد لاستكمال مباحثات صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بحسب هيئة البث الرسمية.
وتتضارب الأنباء بشأن إحراز تقدم في هذه المفاوضات التي تسعى إلى تحقيق هدنة في غزة فيما دخل العدوان الإسرائيلي على القطاع شهره السابع.