أعلن برنامج الأغذية العالمي اليوم السبت، انقطاع خطوط المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة، مؤكدًا أن خطر المجاعة "ما زال قائمًا" في القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ولليوم السابع على التوالي يشن الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.
وفي 6 أكتوبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو/ أيار الماضي.
انقطاع خطوط مساعدات الغذاء إلى شمال غزة
وأوضح برنامج الأغذية في منشور له عبر منصة إكس أنه "لم تدخل أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة منذ الأول من أكتوبر الجاري"، مؤكدًا أن تداعيات ما يجري كارثية على الأمن الغذائي لآلاف الأسر الفلسطينية.
وأضاف أن نقاط توزيع الأغذية شمال غزة اضطرت للإغلاق، بسبب تواصل القصف، وأوامر الإخلاء، مشيرًا إلى اندلاع النيران في المخبز الوحيد العامل في جباليا، بعد إصابته بذخيرة متفجرة.
من جهته، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، السبت، أن 200 ألف مواطن بمنطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما نتيجة القصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش، في ظل الحصار البري المستمر لليوم السابع.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، في مقطع فيديو نشره عبر منصة تلغرام: "قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر جباليا لليوم السابع على التوالي، والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة".
وأضاف: "200 ألف مواطن في منطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما بالقصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش في ظل الحصار البري المستمر".
وتابع: "الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، مما يؤثر سلبًا على واقع المواطنين المحاصرين".
وطالب بصل المؤسسات الدولية "بالقيام بواجبها الإنساني لحماية المواطنين في جباليا شمالي قطاع غزة".
"داخلية القطاع" تدعو السكان لرفض تهديدات إسرائيل بالإخلاء
بدورها، دعت وزارة الداخلية في قطاع غزة، السبت، سكان شمال القطاع، إلى عدم الاستجابة لتهديدات إسرائيل بإخلاء منازلهم والانتقال إلى الجنوب، الذي يشهد قصفًا إسرائيليًا مستمرًا وعمليات قتل في مناطق يزعم الجيش الإسرائيلي أنها "آمنة".
جاء ذلك في بيان للوزارة، بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من صباح السبت، فلسطينيين يقطنون بمناطق واسعة في شمالي قطاع غزة بإخلاء منازلهم قسرًا، بهدف توسيع عدوانه العسكري.
وقالت الوزارة: "ندعو جميع أبناء شعبنا إلى مزيد من الثبات وعدم مغادرة منازلهم خاصة في المناطق التي وجه الاحتلال لها تهديدات صباح اليوم في مناطق: الصفطاوي، وأبو إسكندر بحي الشيخ رضوان (شمال غزة)".
وأضافت: "نوجه المواطنين أنه حال شعورهم بالخطر الانتقال إلى أقرب مكان مجاور لمنطقة سكنهم، وعدم التوجه إلى جنوب قطاع غزة الذي يعاني من القصف المتواصل والقتل المستمر الذي يمارسه الاحتلال يوميًا في المناطق التي يدّعي أنها آمنة".
وناشدت الوزارة دول العالم والمؤسسات الدولية للضغط "على الاحتلال لوقف جرائم الإبادة والتهجير بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وصباح السبت، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان بحسابه على منصة "إكس": "إلى سكان غزة إلى المتواجدين في منطقة D5 جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات وسيواصل ذلك ولفترة طويلة".
وأرفق منشوره بخريطة للمناطق المحددة، مظللة باللون الأحمر، وقال: "المنطقة المحددة، بما فيها المآوي الموجودة فيها، تعتبر منطقة قتال خطيرة، يجب إخلاؤها فورًا عبر شارع صلاح الدين باتجاه المنطقة الإنسانية (جنوب القطاع)".
ويقطن في هذه المناطق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إضافة إلى أن الآلاف نزحوا إليها من مخيم جباليا وبلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون مع بداية اجتياح الجيش الإسرائيلي لها قبل أسبوع.