الإثنين 2 Sep / September 2024

باذنجان وسرير وزجاجة.. رموز تثير الاستغراب في انتخابات باكستان

باذنجان وسرير وزجاجة.. رموز تثير الاستغراب في انتخابات باكستان

شارك القصة

اختير للمرشح للانتخابات النيابية الباكستانية عامر مغال رمز الباذنجان - غيتي
اختير للمرشح للانتخابات النيابية الباكستانية عامر مغال رمز الباذنجان - غيتي
يتهم بعض المرشحين السلطات بتقويض حملاتهم من خلال منحهم رموزًا غريبة أو حتّى مهينة في بعض الأحيان.

لا يتخطى معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في باكستان 60%، وعليه تلجأ الأحزاب السياسية إلى الرموز للتعريف بمرشحيها في الحملات وعلى بطاقات الاقتراع، حتى لو كانت هذه الرموز تثير الغرابة كالباذنجانة والزجاجة والسرير.

ويرفع عامر مغال، المرشّح للانتخابات المزمع إجراؤها الخميس المقبل، بكل فخر  باذنجانة، محاولًا الاستفادة من هذا الرمز الغريب الذي منح له لحشد صفوف الناخبين.

ويقول المرشح للنيابة في العاصمة إسلام أباد والمؤيّد لرئيس الوزراء السابق عمران خان القابع في السجن، بسخرية: "بات الباذنجان رمزًا شهيرًا الآن في أنحاء باكستان كلها".

ويتهم بعض المرشحين السلطات بتقويض حملاتهم من خلال منحهم رموزًا غريبة أو حتّى مهينة في بعض الأحيان.

رفض رمز مضرب الكريكيت 

ومُنع حزب خان "حركة الإنصاف الباكستانية" من استخدام مضرب الكريكت، الذي اعتمده رمزًا له منذ فترة طويلة.

وبحسب وكالة "فرانس برس"، رُفضت طلبات ترشيح عشرات المسؤولين في الحزب، في حين يضطر آخرون منهم للترشح بصفة مستقلة. كما تعرّض عدد كبير منهم لمضايقات أو اضطر للتواري عن الأنظار. في حين مُنح البعض منهم بصفة اعتباطية رموزًا تثير العجب تصعب عليهم التقدم في حملاتهم.

وأوضح ناطق باسم اللجنة الانتخابية، أن الرموز يتم اختيارها من بين قائمة مخصصة للمرشحين المستقلين "وهي من صلاحيات مدراء عملية الاقتراع حصرًا".

ويرى عامر مغال أن اللجنة الانتخابية منحته "هذا الرمز استخفافًا به"، ومع ذلك قبل بنصيبه ويرافقه في كل تناقلاته معاون يحمل كيسًا مملوءًا بالباذنجان يستخدمه بوصفه تميمة في الحملة.

حصل نواز شريف على رمز الأسد
حصل المرشح نواز شريف ورئيس الوزراء السابق على رمز الأسد في الانتخابات الباكستانية القادمة- رويترز

إعجاز: "يقصدون إهانتنا بهذه الرموز"

أما إعجاز غدان، الذي لطالما اعتبر دائرته الانتخابية في إقليم بنجاب "المثوى الأخير" لأجداده، فمن غرائب الصدف أنه حصل على سرير كرمز في حملته الانتخابية.

ويقول الرجل البالغ 50 عامًا والمرشّح في دائرة بهاولبور: "يقصدون إهانتنا بهذه الرموز. وبعض المرشّحين محرجون من الكشف عن الرموز التي تلقّوها". ويضيف: "هذه ليست انتخابات. هذه فظاعة".

ورمز غدان كناية عن سرير تقليدي من الخشب والقصب المجدّل شائع الاستخدام في أوساط الأسر الفقيرة، "وهي قطعة أثاث جد مفيدة تتيح لنا الراحة في حياتنا وتنقلنا إلى مثوانا الأخير في مماتنا"، على ما يحلو له القول.

ويتابع إعجاز غدان متفائلًا: "رمزي موجود في كل منزل. وأنا لست بحاجة لتقديمه للناخبين".

حركة الإنصاف الباكستانية
مُنعت حركة الإنصاف من استخدام رمز مضرب الكريكيت في الانتخابات القادمة - غيتي

أما حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف "الرابطة الإسلامية الباكستانية"، الذي يحظى بدعم الجيش، فهو يرفع الأسد رمزًا له في هذه الحملة الانتخابية.

وفي شمال شرق باكستان، استشاط شهريار عفريدي غضبًا عندما عرف أن الزجاجة اختيرت رمزًا لحملته الانتخابية. ففي اللغة البشتوية، نعت أحد بالزجاجة يعني أنه فاقد العقل ويفترض أنه يعاقر الخمر.

ويقول عفريدي البالغ 45 عامًا إن "غالبية مرشحي حركة الإنصاف الباكستانية، وأنا منهم، حصلوا على رموز مقرونة بصور نمطية سلبية".

ويؤكد: "أعطونا عن قصد هذه الرموز بهدف الاستهزاء بنا". وبينما رفع قضيته أمام القضاء المحلي لكنه لم ينجح في مسعاه. ومع ذلك لم يتوان عن قلب الوضع لمصلحته، "فالزجاجة لا تمثّل الكحول فحسب، بل هي تمثّل أيضًا الدواء".

ويضيف: "لهذا السبب حوّلنا رمزنا الانتخابي لزجاجة دوائية، كي تتسنى لنا مداواة علّات المجتمع".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب

الدلالات