الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

بسبب نقص مياه البحر الميت.. مخاطر بيئية تهدد المساحات الزراعية في الأردن

بسبب نقص مياه البحر الميت.. مخاطر بيئية تهدد المساحات الزراعية في الأردن

شارك القصة

انحسار مياه البحر الميت تسبب في ظهور مفاجئ للحفر الانهدامية التي تشكل مخاطر على السكان والمزروعات.

تنحسر مياه البحر الميت منذ سنوات في تسارع حيث تراوح معدل انخفاض منسوب المياه سنويًا نتيجة لارتفاع معدل التبخر وانخفاض معدلات هطل الأمطار، بالإضافة إلى تراجع كمية المياه التي كانت تصل إلى البحر الميت من نهر الأردن المغذي الرئيس له.

وتسبب انحسار المياه في ظهور مفاجئ للحفر الانهدامية التي تشكل مخاطر على السكان والمزروعات، وسط تساؤلات عن كيفية تعامل المزارعين مع هذا الوضع القائم.

مخاطر الحفر الانهدامية

وأضحت المساحات الزراعية في الأردن تشكو من مخاطر بيئية جسيمة بسبب نقص مياه البحر الميت.

ويشير المزارع سمير محادين في حديث إلى "العربي" من أغوار الأردن الجنوبية، إلى التراجع الكبير في كمية المياه بالبحر الميت عامًا بعد آخر، بالإضافة إلى مخاطر الحفر الانهدامية التي ظهرت في المنطقة.

ويلفت محادين كذلك إلى الكميات المحدودة من المياه التي تصل إلى منطقتهم والتي أثرت بشكل كبير على عمليات الزراعة.

وتظهر الحفر بشكل مفاجئ فتصدع كل شيء، حيث لم يعد بإمكان السكان العيش بمنازلهم في تلك المنطقة.

ويفسر نقيب الجيولوجيين الأردنيين صخر نسور الأسباب الرئيسة لظهور الحفر الانهدامية في منطقة الأغوار.

ويقول في حديث إلى "العربي": انحسار البحر الميت أدى إلى بروز قشرة ملحية يابسة، حيث تأتيها المياه العذبة أو مياه جوفية أو مياه الأمطار، فتذيب بشكل مفاجئ هذه القشرة وتسبب بدورها الحفرة الانهدامية.

برامج لمواجهة التغير المناخي

ويعد تغير المناخ وما يترتب عليه من آثار بيئية كتراجع معدلات هطول الأمطار أحد التحديات التي يحاول الأردن التصدي لها.

وفي هذا السياق، يوضح الأمين العام لوزارة البيئة الأردنية محمد خشاشنة أنه تم إعداد "خطة للتكيف مع المتغيرات المناخية في مختلف القطاعات ومنها قطاعات الزراعة والمياه".

ويلفت في حديث إلى "العربي" إلى وجود الكثير من البرامج التي تستهدف قطاعي المياه والزراعة للتعامل والتكيف مع هذه الظاهرة.

وقد يصبح البحر الميت "ميتًا" بالفعل، والبقعة الأكثر انخفاضًا في العالم قد تفقد إرثها البيئي إذا استمر انحصار المياه من دون النظر بجدية إلى أهمية إيجاد حلول جذرية.

انخفاض مساحة البحر الميت

في هذا الإطار، يوضح ممثل تجمع مزارعي الأردن إبراهيم الشريف في حديث إلى "العربي" من عمّان، أن مياه البحر الميت، الذي يعد وجهة سياحية هامة في الأردن، تنخفض من متر إلى متر ونصف سنويًا.

ويشير إلى أن مساحة البحر الميت في ستينيات القرن الماضي كانت 950 كيلومترًا مربعًا، حيث أصبحت المساحة الآن تبلغ 625 كيلومترًا مربعًا.

ويلفت إلى أنه في عام 1990 كان لدى الأردن عدد قليل جدًا من الحفر الانهدامية، أي حوالي 40 حفرة، فيما بلغ الآن عدد هذه الحفر حوالي 3 آلاف حفرة منتشرة على ضفاف البحر الميت.

ويؤكد أن الحفر الانهدامية، التي قد يصل عمق الواحدة منها إلى عشرة أمتار، "خطيرة جدًا" وتشكل خطرًا على المواطنين والأراضي الزراعية.

"ضياع الأراضي الزراعية"

ويوضح الشريف أن تلك الحفر الانهدامية تسببت في "ضياع الأراضي الصالحة للزراعة"، بالإضافة إلى تسببها في خسارة المياه الصالحة للشرب، في ذل حاجة الأردن إلى تلك المياه.

ويقول: لا بد من آلية للتعامل مع الحفر الانهدامية في منطقة الأغوار الجنوبية. ويضيف: أنه لم يلمس أي حلول جذرية على أرض الواقع لهذه المشاكل.

ويلفت إلى أن "مشكلة المياه متكررة بصفة دائمة في وادي الأردن"، بالإضافة إلى "مشكلة الجفاف" وإهدار فوائض المياه في بعض المواسم، حيث "لم يصل البلد إلى مرحلة الاستفادة من مياه الأمطار".

ويؤكد على ضرورة "حماية مصادر المياه"، حيث "الاعتداءات على مياه البحر الميت من كل الأطراف". ويعتبر أن الحركة النشطة لشركات استخراج الملح في البحر الميت هي "أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض منسوب مياه البحر".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close