مع تزايد الصناعات والانبعاثات الحرارية المختلفة الناتجة عن هذه الصناعات والتي أدت إلى الاحتباس الحراري العالمي، أصبح كوكب الأرض بحاجة ملحّة إلى تقليل هذه الانبعاثات والتحوّل إلى الاستدامة وتبنّي ممارسات خضراء للحدّ من تداعيات تسارع تغيّر المناخ.
وفي هذا الإطار، رصد موقع "ليست فيرس" (listverse.com) 10 ممارسات خضراء تُحدث فرقًا بالفعل، وتُساعد على تقليل البصمة الكربونية والحفاظ على كوكبنا.
1- التسميد
التسميد هو عمل صغير له تأثير كبير على الكوكب. تخيل تحويل بقايا طعامك إلى غذاء للأرض، مما يُقلّل من الغازات الدفيئة وبقايا مدافن النفايات. إنّه مثل إعادة التدوير ولكن للنفايات العضوية.
وإلى جانب تقليل النفايات، يعمل التسميد على تحسين التربة، ويُعزّز النمو الصحي للنباتات، ويُساعد على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يعني تقليل الماء. بالإضافة إلى ذلك، فهو يُقلّل من الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية، التي يُمكن أن تُضرّ بالبيئة.
وللحصول على سماد طبيعي، ضع بقايا المطبخ من الفواكه، وقشور الخضروات، وقشر البيض، وتفل القهوة، والمناديل الورقية والكرتون في صندوق وأغلقه. وتجنّب اللحوم ومنتجات الألبان، لأنّها تجذب الآفات وبطيئة في التحوّل إلى سماد. واقلب الكومة من حين لآخر لتهويتها وتسريع عملية التحلّل.
اعتمادًا على عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة، سيكون لديك سماد غني بالمُغذّيات جاهز لتغذية حديقتك خلال بضعة أشهر إلى سنة.
2- شراء مواد مستعملة
في عصر الموضة السريعة، أصبح شعار "التقليل، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير" أكثر أهمية من أي وقت مضى. إحدى أسهل الطرق وأكثرها تأثيرًا لتقليل بصمتك البيئية هي شراء المواد المستعملة من الملابس إلى الأثاث.
ويُمثّل شراء الأدوات المستعملة دليلًا قويًا على الاستدامة يتجاوز مجرد الحصول على قطعة أثرية أو توفير بضعة دولارات.
وتُمثّل صناعة الأزياء وحدها حوالي 10% من انبعاثات الكربون العالمية، وقد يتطلّب إنتاج قميص قطني واحد ما يصل إلى 2700 لتر من الماء. ومن خلال اختيار العناصر المفضّلة مسبقًا، فإنك تُعيد توجيه المنتجات القابلة للاستخدام بشكل مثالي من مدافن النفايات، ممّا يُقلّل الطلب على الإنتاج الجديد ويُقلّل في النهاية من البصمة الكربونية.
3- الاستغناء عن الورق
لا يُعدّ الاستغناء عن الورق شعارًا شائعًا، ولكنّه خطوة عملية نحو مستقبل أكثر اخضرارًا. إن تقليل استخدام الورق يُمكن أن يُحدث فرقًا في إزالة الغابات، وانبعاثات الكربون، والتخلّص من النفايات، ممّا يُشكّل تحديات بيئية.
من خلال تبنّي الممارسات غير الورقية، يُمكنك المساعدة في إنقاذ الغابات، وتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بإنتاج الورق، وتقليل النفايات الناتجة عن رمي الورق.
وفي هذا الإطار، اتبع الخطوات التالية:
- ابدأ برقمنة المستندات، والاستثمار في ماسح ضوئي جيد أو استخدام تطبيقات لتحويل ملفاتك الورقية إلى صيغة رقمية.
- بمجرد تحويل مستنداتك إلى صيغة رقمية، قم بتخزينها في تطبيقات التخزين السحابية.
- اختر الفواتير الإلكترونية والبيانات عبر الإنترنت.
- استخدم تطبيقات تدوين الملاحظات الرقمية لتدوين الأفكار أو تدوين ملاحظات الاجتماع.
- استخدم البريد الإلكتروني وتطبيقات المراسلة وأدوات مؤتمرات الفيديو لتقليل الحاجة إلى المذكرات والرسائل المطبوعة.
4- تقليل نفايات أدوات التجميل
في سعينا للحصول على بشرة متوهّجة وشعر جذاب، غالبًا ما نتجاهل الأضرار البيئية الناجمة عن روتين جمالنا. تُنتج صناعة التجميل 120 مليار وحدة من التعبئة والتغليف سنويًا.
وغالبًا ما يتمّ تغليف منتجات التجميل بطبقات من البلاستيك ووضعها في حاويات غير قابلة لإعادة التدوير. كما أنّها تحتوي في كثير من الأحيان على مواد كيميائية ضارة تتسرّب إلى البيئة.
من خلال تقليل هدر مستحضرات التجميل، فإننا نقلّل من البصمة الكربونية.
وفي هذا الإطار، يجب اتباع الخطوات التالية:
- التقليل من كمية أدوات التجميل المشابهة. واختر المنتجات ذات التغليف البسيط أو تلك المصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير.
- استخدام مكونات طبيعية مثل زيت جوز الهند والأفوكادو والعسل بدلًا من منتجات التجميل الكيميائية. تعمل المقشّرات والأقنعة والمرطبات التي تصنعها بنفسك على تقليل النفايات وتمنح بشرتك توهجًا صحيًا وخاليًا من المواد الكيميائية.
- استخدام منتجات متعدّدة الأغراض مثل المرطبات الملونة التي تحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF). فمنتجات أقل يعني نفايات أقل.
- إعادة تدوير حاويات التجميل الفارغة بشكل صحيح. حتى إن بعض العلامات التجارية تقدّم حوافز أو خصومات لإعادة العبوات المستعملة.
5- استخدم منتجات التنظيف الصديقة للبيئة
عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على نظافة منازلنا، الجأ إلى استخدام منتجات التنظيف الصديقة للبيئة، فهي لا تترك منزلك لامعًا فحسب، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على كوكب أكثر صحة.
غالبًا ما تحتوي منتجات التنظيف التقليدية على مواد كيميائية قاسية يُمكن أن تضرّ بالبيئة. في المقابل، فإن منتجات التنظيف الصديقة للبيئة مصنوعة من مكوّنات طبيعية قابلة للتحلّل، مما يقلل من تأثيرها على النظم البيئية.
يُمكن أن يؤدي استخدام المنظفّات الصديقة للبيئة إلى تحسين جودة الهواء الداخلي، مما يُقلّل من التعرّض للمواد الكيميائية الضارّة والمواد المسبّبة للحساسية. بالإضافة إلى ذلك، تأتي العديد من المنظّفات الصديقة للبيئة في عبوات قابلة لإعادة التدوير أو إعادة التعبئة، ممّا يقلّل من النفايات البلاستيكية.
ابحث عن منتجات التنظيف التي تحمل علامة "خضراء" أو "صديقة للبيئة" أو "قابلة للتحلّل". بدلًا من ذلك، يمكن صنع منظّفات منزلية باستخدام مكونات بسيطة مثل الخل وصودا الخبز والزيوت العطرية.
6- الحد من هدر الطعام
عندما ينتهي الطعام في مكبّ النفايات، يتحلّل ويُنتج غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تُساهم في تغيّر المناخ. بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الموارد المستخدمة في إنتاج هذا الغذاء، مثل الماء والطاقة والأرض، تُهدر بشكل أساسي عندما لا يتم تناول الطعام.
ومن خلال خفض هدر الطعام، يمكننا المساعدة في تقليل هذه التأثيرات البيئية أو القضاء عليها والحفاظ على الموارد للأجيال المقبلة.
وفي هذا الإطار، يجب اتباع الخطوات التالية:
- خطط لوجباتك وقم بإعداد قائمة تسوّق قبل التوجّه إلى متجر البقالة لمنع عمليات الشراء المتسرّعة.
- استخدم بقايا الطعام بدلًا من رميها. حوّل الخضار المحمّصة من يوم أمس إلى حساء مثلًا.
- قم بتخزين طعامك بشكل صحيح لإطالة مدة صلاحيته. يُمكن أن يُساعد حفظ الفواكه والخضروات في الثلاجة على إبطاء تلفها، بينما يؤدي تخزين السلع الجافة مثل الحبوب والمعكرونة في حاويات محكمة الإغلاق إلى منعها من التلف.
- افحص ثلاجتك بانتظام بحثًا عن العناصر التي يجب استخدامها قريبًا، حتى لا يتمّ نسيانها وإهدارها.
7- تخلّص من العناصر ذات الاستخدام الواحد
تُستخدم المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من الأكياس البلاستيكية إلى القشّ، لفترة وجيزة ويتم التخلص منها، مما يؤدي إلى تدمير البيئة.
وتستغرق المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد قرونًا حتى تتحلّل. وحتى ذلك الحين، فإنها تتحلّل إلى جزيئات صغيرة تتسلّل إلى التربة والممرات المائية والهواء. وتُضرّ هذه الجسيمات بالحياة البرية، وتلوّث النظم البيئية، وينتهي بها الأمر في السلسلة الغذائية، ممّا يُشكّل مخاطر صحية.
ومن خلال التحّرر من عادة استخدام البلاستيك لمرة واحدة، فإنك تحمي الكوكب وسكانه.
ولا يتطلّب البدء في رحلة خالية من البلاستيك إجراء إصلاح جذري لأسلوب حياتك، فالأمر كله يتعلق باتخاذ خيارات صغيرة وواعية، على غرار:
- الاستثمار في البدائل القابلة لإعادة الاستخدام مثل أكياس القماش، والمصاصات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، والعبوات الزجاجية. احتفظ بمجموعة من هذه الخيارات الصديقة للبيئة في متناول يدك، سواء كنت تتسوق لشراء البقالة أو تتناول القهوة.
- اختر مياه الصنبور بدلًا من المياه المعبأة في زجاجات، ما يوفر البلاستيك ويُحافظ على الموارد، ويُقلّل من انبعاثات الكربون المرتبطة بالإنتاج والنقل.
8- حماية الملقّحات
إنّ الملقّحات مثل النحل والفراشات والطيور والخفافيش هي المنقذ الصامت لأنظمتنا البيئية. فهي تضمن تكاثر النباتات المزهرة، بما في ذلك العديد من محاصيلنا الغذائية. ومع ذلك، تواجه هذه المخلوقات تهديدات بسبب فقدان الموائل، واستخدام المبيدات الحشرية، وتغيّر المناخ، والأمراض.
تقوم الملقّحات بتلقيح أكثر من 75% من النباتات والمحاصيل المزهرة في جميع أنحاء العالم. وبدونها، سنواجه عالم قاحل مع خيارات طعام أقلّ.
ولذلك يجب اتباع الخطوات التالية:
- قم بإنشاء حديقة صديقة للملقحات في الفناء الخلفي لمنزلك أو حتى في شرفتك إذا كانت المساحة محدودة. قم بزراعة العديد من الزهور المحلية التي تتفتح في أوقات مختلفة من العام لتوفير مصدر غذائي مستمر للملقحات.
- تجنّب استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تضرّ بهم.
- توفير مواقع لتبني الملقّحات أعشاشها. ويمكنك ترك قطعة من حديقتك برية بأوراق الشجر والأغصان أو إنشاء أماكن للنحل لمنحه مكانًا آمنًا لوضع بيضه.
- ثقّف الآخرين حول أهمية الملقّحات وادع إلى السياسات التي تحمي موائلها.
9- التنقّل المستدام
إنّ اعتماد ممارسات التنقّل المستدامة يمكن أن تُساهم بشكل قوي في كوكب أكثر اخضرارًا. فهو لا يُقلّل من البصمة الكربونية فحسب، بل يحافظ أيضًا على لياقتك ويوفّر لك الأموال.
تمثّل وسائل النقل حوالي ربع انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية. فمن خلال استخدام الدراجات أو المشي أو سائل النقل العام بدلًا من السيارات، فإنّك تُقلّل من انبعاثات الكربون وتُخفّف العبء على كوكبنا.
10- تقليل الاستخدام، إعادة الاستخدام، تدوير المواد
تقليل الاستخدام، وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، هذه الكلمات الثلاث الصغيرة لها تأثير قوي للعيش بأسلوب حياة أكثر مراعاة للبيئة. إنها ليست مجرد عبارات جذابة ولكنها العمود الفقري للحياة المستدامة.
تقليل استهلاك السلع يعني استخدام طاقة وموارد أقل في الإنتاج والنقل. عند شرائك الأشياء، تأكد من حاجتك لها.
بدلًا من رمي الأشياء بعد استخدام واحد، استخدمها مرة ثانية. استخدم زجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من شراء زجاجات بلاستيكية أو إعادة استخدام البراميل القديمة كحاويات تخزين.
يجب إعادة تدوير المواد المستخدمة إلى منتجات جديدة، مما يُوفّر الطاقة ويُقلّل الحاجة إلى المواد الخام، من الورق والبلاستيك إلى الزجاج والألمنيوم.