بعد أكثر من عام على انتهاء الانتخابات التشريعية المبكرة، صوت البرلمان العراقي بالغالبية المطلقة لمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني، بحضور الزعماء العراقيين وبعثة الأمم المتحدة والهيئات الديبلوماسية.
ويقول النائب في البرلمان العراقي مرتضى علي الساعدي لـ"العربي"، إن التصويت على الحكومة تم بأغلبية 250 نائبًا، مما يؤشر على تأييد كبير من قبل القوى السياسية.
وتعهد السوداني في كلمته أمام مجلس النواب بالعمل على تطوير عمل وفاعلية هيئات الدولة الرقابية وتهيئة المناخ أمام الصحافة الحرة للقيام بدورها.
كما تعهد بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وإنجاز مشاريع إستراتيجية وتعديل قوانين من بينها قانون انتخابات مجلس النواب، ومجلس الاتحاد وقانون المحكمة الاتحادية.
عراك
من ناحيته، يأمل الشارع العراقي أن تحقق حكومة السوداني ما وعدت به وتلبي تطلعات الشعب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وفي سياق متصل، قال النائبان عن حركة "امتداد"، علاء الركابي وفلاح الهلالي إنهما تعرضا لضرب مباشر أمام البوابة الرئيسة لمجلس النواب العراقي.
وبحسب النائبين، فإن مجموعة من النواب التابعين للإطار التنسيقي حاصرتهما وانهالت عليهما بالضرب المباشر داخل مجلس النواب، وتم تهديدهما بالقتل.
وكانت مشادات وعراك بالأيدي وقعت داخل مجلس النواب قبيل التصويت على الثقة لحكومة السوداني، على خلفية اعتراض حركة "امتداد" على ما اعتبرته تشكيل حكومة محاصصة.
" ترحيب واسع"
وفي هذا الإطار،أشار مراسل "العربي" إلى ترحيب واسع من قبل الأوساط السياسية بتمرير الحكومة التي رفعت شعار مكافحة الفساد وتحقيق تطلعات الشعب العراقي وتشغيل الأيدي العاملة للشباب العاطل عن العمل.
ولفت مراسلنا إلى أن الشعب العراقي ينتظر ما ستؤول إليه الحكومة وما سيعمل عليه محمد السوداني.
وأوضح أنه لم يتم اختيار وزراء لوزارتي البيئة والإعمار والإسكان وهما من حصة المكون الكردي، مضيفًا أن الحقائب السيادية مرت بسلاسلة وسهولة في مجلس النواب العراقي.
وجاء في المنهاج الوزاري الذي وزع قبيل عقد جلسة البرلمان لمنح الثقة لحكومة السوداني الخميس، أن البرنامج يتضمن تعزيز علاقات العراق مع الدول على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، خاصة مع دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وعدم السماح بأن يكون العراق ممرًا أو مقرًا للاعتداء على الدول الأخرى، وطلب المعاملة بالمثل من الدول الأخرى.
كما تعهد بمواصلة الحوار بين العراق ودول التحالف الدولي بشأن وجود القوات الدولية في العراق وفقًا لما تحدده الحاجة ومتطلبات ديمومة الأمن والاستقرار بما يحفظ للعراق سيادته ووحدته.