أفاق الناشطون الفلسطينيون على خبر إغلاق صفحة "عين على فلسطين" عبر منصة "إنستغرام"، ما اعتبروه يندرج ضمن مسلسل ملاحقة المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي بتحريض إسرائيلي.
وجاء الإغلاق، بعد أيام من قرار أمني إسرائيلي بتكثيف مراقبة الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بحجة منع التحريض، في مسعى لمواجهة الوضع الميداني المتصاعد في الأراضي الفلسطينية.
وافتتح الفلسطينيون العام الحالي بشرعنة الحكومة الإسرائيلية لإجراءاتها ضد المحتوى الفلسطيني من خلال التصديق على مشروع قانون فيسبوك لمحاربة المحتوى الرقمي الفلسطيني.
ورصد مركز "صدى سوشال" 425 انتهاكًا رقميًا بحق المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي خلال النصف الأول من العام الجاري.
وجاء موقع "فيسبوك" في مقدمة المواقع الأكثر انتهاكًا بواقع 273 انتهاكًا، يليه "واتساب" بواقع 60، بينما "إنستغرام" بـ 30 انتهاكًا.
حملات ضغط ناجحة
وفي هذا الإطار، قال خالد صافي الخبير في أمن المعلومات ومواقع التواصل، إن ما جرى هو محاولة لإثبات ما تم إخراجه من التقرير الذي أصدرته فيسبوك، وللتأكد مما إذا كان هناك تحيز ضد المحتوى الفلسطيني من عدمه عبر تحقيق.
وأضاف صافي في حديث لـ"العربي" من إسطنبول، إن هناك محاولات من فيسبوك بالتواطؤ مع إسرائيل بحجب الرواية الفلسطينية، والتأثير على المتابع العربي والغربي لكل ما يجري في فلسطين.
ولفت صافي، إلى أن فيسبوك كونه يملك مستخدمين بشكل أكبر من باقي المنصات الأخرى، يقوم بحذف المحتوى الفلسطيني وهو يحاول أن يستجيب لكل طلبات الاحتلال، فضلًا عن محاولات كتم الأصوات الفلسطينية أيضًا.
هل تتعمد منصات التواصل الاجتماعي تقييد المحتوى الفلسطيني، وما هي البدائل المتاحة عربيا؟#جدل #فلسطين pic.twitter.com/izgsk88U3S
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 25, 2021
واعتبر صافي، أن "أي كلمة لها صلة بالأحداث اليومية الفلسطينية هي محجوبة، وحتى الشعارات الرسمية وحتى الرموز الفلسطينية، علاوة على حظر أصحاب المنشورات التي تنشر محتوى عن فلسطين والذي تعتبره إسرائيل محرضا".
وألمح صافي، إلى أنه سابقًا عندما حظر فيسبوك كلمة (الأقصى)، عمد النشطاء إلى تقييم سلبي لفيسبوك وباقي منصاته عبر وضع تعليقات سلبية على غوغل وآبل، وحاولت حينها فيسبوك البحث عن عملية جديدة للتقييمات لتجاوز الحملة، الأمر الذي دفع فيسبوك إلى الاعتذار رسميًا عن حظر كلمة الأقصى وأرجع ذلك لأمور تقنية.
وذهب صافي للقول: "نحن ننادي بوجود حملات إلكترونية على الفضاء الرقمي لمحاولة منع تجاوزات فيسبوك وحظرها للصفحات الفلسطينية، وخاصة أن تلك المنصات عندما تشعر بتوقف بالإعلان وتغير الصورة الذهنية تجاهها فإن مثل هذه الحملات يمكن أن تحدث تأثيرًا كبيرًا".
وختم بالقول: "إن تضافر الشركات العربية والمستثمرين لأجل الدفاع عن المحتوى الفلسطيني هو نوع من الجهاد الرقمي، وكذلك استخدام هذا السلاح بوجه فيسبوك لمواجهة اتباع ازدواجية المعايير مع فلسطين".