تتحدى بكين الاعتقاد بأن أوروبا هي منشأ رياضة التزلج، مدعية أن هذه الرياضة نشأت بالفعل في الصين منذ أكثر من 10000 عام.
وقال مجلس السياحة في البلاد: "إن الفن الصخري القديم الذي يصور شخصيات تحمل أشياء تشبه التزلج يثبت هذا الادعاء".
ويُنظر إلى شمال أوروبا على أنها أصل رياضات جبال الألب منذ العثور على الزلاجات التي يعود تاريخها إلى 2500 قبل الميلاد محفوظة في مستنقع سويدي.
والتزلج هو الأحدث في عدد من الرياضات التي يُزعم أنها تأسست في الصين، بما في ذلك كرة القدم وركوب الأمواج والغولف، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
الترويج لشينغيانغ
وتظهر الرسوم، التي تم العثور عليها في مقاطعة شينغيانغ عام 2005، حيوانات إلى جانب شخصيات تحمل أشياء تشبه المزلاج، مما يشير إلى أن الناس كانوا يستخدمونها للصيد.
ولم يتم تحديد تاريخ الكربون بعد، لكن الصين تصر على أنها تثبت أن بكين تستحق استضافة دورة الألعاب الشتوية.
واستغلت الحكومة حفل الافتتاح للترويج لشينغيانغ، وهي منطقة اتُهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاحتجاز الجماعي والمراقبة والتعذيب للإيغور والأقليات المسلمة الأخرى.
واستشهدت بشينغيانغ باعتبارها مسقط رأس ومستقبل التزلج، حيث قالت الإذاعة الحكومية في البلاد في شريط فيديو تم بثه خلال الحفل: "يمكنك أن ترى من الرسوم أن أسلافنا من العصر الحجري القديم صنعوا الزلاجات للنقل والصيد في الثلج. كان هذا هو النموذج الأولي لحدث التزلج المبكر".
ليس ذلك فحسب، بل تم تغيير الموقع السياحي الرسمي لألتاي، وهي محافظة تقع في شمال شينغيانغ، للإعلان عن المنطقة باعتبارها منشأ التزلج.
دورة الألعاب الأولمبية الشتوية
وقام عدد من الدول بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا بمقاطعة دبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بسبب سجلّ بكين في مجال حقوق الإنسان. ولم ترسل هذه الدول كبار المسؤولين إلى الصين، لكن الرياضيين ما زالوا يتنافسون.
وكان اختيار المتزلّجة الإيغورية الشابة من شينغيانغ دينيجير يلاموجيانغ لحمل الشعلة الأولمبية في حفل افتتاح الأولمبياد قد أثار شجب جماعات حقوق الإنسان الإيغورية في الخارج، التي فسّرت قرار اختيار يلاموجيانغ، بدلًا من رياضي معروف أو محترف، لحمل الشعلة مع لاعب من أغلبية الهان الصينية، على أنه "تحد من قبل الرئيس الصيني لحملة الضغط العالمية، ومحاولة لإظهار الوحدة الوطنية".
وفي مطلع يناير/ كانون الأول الماضي، دعت مجموعة "التحالف من أجل إنهاء العمل القسري في منطقة الإيغور" اللجنة الأولمبية الدولية لشرح الخطوات التي اتخذتها لضمان أن الملابس الرسمية لدورة الألعاب الشتوية في بكين صنعت من دون "عمل قسري"، في إشارة إلى المعامل الصناعية في شينغيانغ، حيث تشكّل عرقية الإيغور المسلمة أغلبية السكان.
وأوضحت المجموعة حينها أن مخاوفها تتركّز حول "شركة 'أنتا سبورتس برودكتس المحدودة'، وهي شركة ملابس رياضية صينية عملاقة، وتُعتبر المورّد الرسمي لزيّ اللجنة الأولمبية الدولية وغيرها من الملابس لألعاب بكين".
محكمة شعبية في بريطانيا
وقد استحدثت محكمة شعبية في بريطانيا للتحقيق في اتهام الصين بارتكاب انتهاكات بحق أقلية الإيغور.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وجدت المحكمة أن الصين قد أخضعت مسلمي الإيغور للإبادة الجماعية من خلال التعقيم القسري والإجهاض الذي أذن به كبار المسؤولين في بكين.
وقال رئيس المحكمة السير جيفري نايس كيو سي: "إن مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الناس في شينغيانغ قد سُجنوا دون أي مبرر".
ونشرت اللجنة التي تحقق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان - المكونة من تسعة محامين وخبراء في حقوق الإنسان - رأيها بعد سماع مزاعم التعذيب والاغتصاب والمعاملة اللاإنسانية في جلستي أدلة العام الماضي.
وقالت: "إنها مقتنعة بما لا يدع مجالاً للشك بحدوث تعذيب لآلاف الأفراد من الإيغور"، وأيدت مزاعم السجن والترحيل القسري والاختفاء القسري والاغتصاب والعنف الجنسي والاضطهاد والأعمال اللاإنسانية.
واعتبرت اللجنة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ وكبار المسؤولين الآخرين "يتحملون المسؤولية الأساسية".
من جهتها، رفضت بكين النتائج. ونفى حكام البلاد هذه المزاعم ووصفوها بأنها "أكاذيب شريرة لفقتها قوى مناهضة للصين".