الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

بعد استشهاد السنوار.. أيّ طريق ستسلكه حركة حماس؟

بعد استشهاد السنوار.. أيّ طريق ستسلكه حركة حماس؟

شارك القصة

 بعد استشهاد السنوار قال الرئيس الأميركي "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب" - غيتي
بعد استشهاد السنوار قال الرئيس الأميركي "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب" - غيتي
أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، للتلفزيون العربي أن لدى الحركة تسلسلًا قياديًا، مؤكدًا أن نتنياهو يستخدم استشهاد السنوار لزعزعة الروح المعنوية.

بمجرد إعلان إسرائيل قتل جنودها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد يحيى السنوار، لم تتأخر الإدارة الأميركية في الخروج للحديث عن "اليوم التالي" في غزة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يخرج من طائرته الرئاسية في برلين: "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب"، كما هاتف بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه أيضًا التركيز على بناء مشهد سياسي جديد للمنطقة.

ويبدو أن إدارة بايدن تريد اليوم التالي في غزة بدون حماس، حتى أن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي قد تصبح هي من تشرف على ذاك اليوم إذا فازت في الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترمب المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وسيصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة قريبًا حاملًا الرؤية الأميركية، بعد بدء اتصالات مع قطر، الوسيط بين إسرائيل وحماس، والسعودية تسبقها جولة أولى إلى إسرائيل.

في المقابل فإن نتنياهو الذي يرفض وقف الحرب في لبنان، قال في رده على الولايات المتحدة: إن "الحرب لم تنته في غزة"، مضيفًا: "تنتهي الحرب عندما تلقي حماس سلاحها وتعيد المحتجزين الإسرائيليين لديها".

حماس متمسكة بشروطها

وفي هذا الإطار، اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، أن "ما ميز القائد الشهيد يحيى السنوار مسألتين أساسيتين: الأولى أنه جعل مشروع المقاومة يتقدم على كل الأولويات، وجعل كل الجهد يتركز في هذا الاتجاه حيث أنجز بنية كبيرة خلال بضع سنوات من إدارته لقطاع غزة، وربما مع غيره كانت تحتاج إلى سنوات".

وفي حديثه مع التلفزيون العربي، قال حمدان، إنّ المسألة الثانية تتعلق بأنّ السنّوار كان مؤمنًا بأن هذا الصراع متعدد ومتجذر في الطبقات، ولهذا اتخذ قرارًا بالمصالحة مع مصر بعد توتر العلاقة نتيجة الربيع العربي، ثم توجه إلى تعزيز العلاقة مع الحاضنة الشعبية، ثم تعزيز العلاقة مع الشركاء على مستوى المنطقة والإقليم، علاوة على ذهابه إلى المصالحة الوطنية بطريقة غير مسبوقة".

وأشار حمدان إلى أن "حماس لا تنظر إلى الولايات المتحدة كوسيط، ولهذا فإن الحركة لن تعيد الأسرى إلا بعد وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، ويُشرع في إعادة الإعمار، وتجري صفقة تبادل للأسرى على الجانبين".

وأوضح: "إذا كان وزير الخارجية الأميركي يحمل التزامًا بتنفيذ تلك الشروط، فنستمع إليه، وليس أن يأتي ويقدم أفكارًا من إسرائيل".

وبشأن احتمالية حدوث خلل داخل الحركة بعد استشهاد السنوار، قال حمدان: "إن حركة حماس لها تسلسل قيادي في غزة، ولهذا يستخدم نتنياهو استشهاد السنوار لزعزعة الروح المعنوية لدى المقاومين".

ولفت إلى أن "الاحتلال منذ عام لم يتمكن من اختراق الموقف الأمني لحماس، ولم يستطع أن يصل إلى أسير إسرائيلي وهو على قيد الحياة".

وألمح حمدان إلى أن "الاحتلال يحاول حصر الشعب الفلسطيني في غزة داخل كنتونات محددة، ويدخلون لهم الطعام للبقاء فقط على قيد الحياة".

وقال: "لذلك، التقت حماس مع الفصائل الفلسطينية أخيرًا في القاهرة، وجرى الاتفاق ضمن خطوة استباقية تهدف إلى ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وإدارة الضفة وغزة، لمنع تحول الشعب إلى حالة استعباد، ورفض العروض الإسرائيلية التي تبقي الشعب تحت الاحتلال، وأن يجري تقدم المساعدات الأميركية وفق الإرادة الإسرائيلية".

خيارات حماس

وقال القيادي في حركة حماس: "نحن اتفقنا في لقاءات القاهرة على أحد خيارين: إما حكومة وفاق وطني فلسطيني، أو هيئة إدارية لغزة بإشراف الحكومة الفلسطينية، وكلا الصيغتين تحت المناقشة.. وهذا سيتم بعد حدوث اجتماع لكل الفصائل الفلسطينية والاتفاق بشكل كامل على الصيغة المناسبة".

ونوه حمدان إلى أن "الجميع سيكون شريكًا في إدارة غزة بإطار وطني فلسطيني، حيث إن مسؤولية المقاومة ليست إدارة الأمن الوطني، بل فقط المقاومة ومجابهة الاحتلال".

وتابع قائلًا: "سلاح المقاومة سيبقى قائمًا، ولن نخضع للمصطلحات الإسرائيلية التي تريد أن تخلط بين الإدارة الوطنية والمقاومة".

وبشأن الحديث الأميركي الإسرائيلي عن تغيير في المنطقة، قال حمدان، إنّ "الإدارة الأميركية تريد أن تبني تحالفًا إقليميًا يحمي إسرائيل، ويمكنها من البقاء في المنطقة، وربما في مرحلة لاحقة تقود هؤلاء الذين يكونون سببًا في بقائها دعمًا ماليًا وغطاءً سياسيًا، وخضوعًا أمنيًا وعسكريًا".

ولهذا فإن "طوفان الأقصى أثبت أن إسرائيل ليست قوة اقتصادية، بل تعيش على الدعم الأميركي الاقتصادي والعسكري، وأن الأمن الإسرائيلي ليس أمنًا خارقًا"، بحسب حمدان.

وختم بالقول: "حماس تصر على التمسك بالمقاومة وإقامة دولة فلسطينية، لتبقى المقاومة بديلًا واقعيًا في حال فشل التسوية".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close