السبت 6 يوليو / يوليو 2024

بعد اغتيال ثاني قيادي بارز.. كيف سيكون رد حزب الله على إسرائيل؟

بعد اغتيال ثاني قيادي بارز.. كيف سيكون رد حزب الله على إسرائيل؟

Changed

وسع حزب الله مؤخرًا رقعة المواقع الإسرائيلية المستهدفة واستخدامه تكتيكات وأسلحة جديدة أشد قوة
وسع حزب الله مؤخرًا رقعة المواقع الإسرائيلية المستهدفة واستخدامه تكتيكات وأسلحة جديدة أشد قوة - وسائل التواصل
أصبح القيادي في حزب الله الحاج أبو نعمة ثاني أكبر قيادي لدى الحزب تغتاله إسرائيل منذ اندلاع المواجهات الحالية بين الطرفين في 8 أكتوبر الماضي.

نعى حزب الله اللبناني، الأربعاء، القائد في صفوفه محمد نعمة ناصر "الحاج أبو نعمة" من بلدة حداثا جنوبي لبنان.

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن "أبو نعمة" هو قائد وحدة "عزيز" في الحزب، ومسؤول عن القطاع الغربي جنوبي لبنان، وقد قتل في غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية استهدفت مدينة صور.

وبهذه العملية يصبح "أبو نعمة" ثاني أكبر قيادي لدى الحزب تغتاله إسرائيل منذ اندلاع المواجهات الحالية بين الطرفين في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد اغتيالها القيادي سامي طالب عبد الله في 11 من يونيو/ حزيران الماضي.

وهذه التطورات تأتي في غمرة ارتفاع حدة التصعيد المتبادل بين الطرفين، بلغ ذروته خلال شهري يونيو ومايو/ أيار الماضيين، بتوسيع حزب الله رقعة المواقع الإسرائيلية المستهدفة واستخدامه تكتيكات وأسلحة جديدة أشد قوة، مقابل توسيع الاحتلال لنطاق غاراته وكثافتها وسياسة الاغتيالات.

وفي سياق ذلك، أعاد الجانب الإسرائيلي تأكيده الاستعداد لأي مواجهة، مشيرًا على لسان وزير الأمن يوآف غالانت إلى بلوغ حالة الجاهزية التامة لأي تحرك مطلوب على الجبهة، رغم تفضيل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض، وفق قوله.

وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي، ما انفكت أصوات دولية وإقليمية تعلو للمطالبة باحتواء التوتر ومنع مواجهة أوسع بين حزب الله وإسرائيل قد تتطور إلى حرب إقليمية.

وتمثلت آخر الجهود الدبلوماسية التي رصدت على الساحة بلقاء عقد بين المبعوثين الأميركي والفرنسي الخاصين بلبنان.

وقبل اللقاء بساعات، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما وصفه بالضرورة المطلقة لمنع اشتعال الوضع بين الحزب وإسرائيل.

كيف سيكون رد حزب الله على اغتيال "الحاج أبو نعمة"؟

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في مركز "مدى الكرمل" إمطانس شحادة أن إسرائيل تتخذ إجراءات تصعيدية ضد لبنان، بخلاف التصريحات الإسرائيلية العسكرية التي كانت تدعي خلال الأسبوع الأخير أن تل أبيب ترغب في التهدئة والتوصل إلى اتفاق سياسي مع حزب الله.

وفي حديث للتلفزيون العربي من حيفا، رأى شحادة أن إسرائيل تعرف أن ما قامت به اليوم من اغتيال سيؤدي إلى تصعيد جدي في الجبهة الشمالية، خاصة أن هذا الاستهداف هو الاغتيال الثاني لقائد ميداني بارز في حزب الله.

وقال إن الرد السابق لحزب الله كان قويًا، وأدى إلى توسيع مدى ضربات الحزب في إسرائيل، ورجح أن يقوم حزب الله برد فعل أقوى من الرد السابق لأن الرد السابق لم يردع إسرائيل عن الاستمرار في سياسة الاغتيالات.

وأشار إلى أن المحللين البارزين والقيادات العسكرية السابقة في إسرائيل يقولون إن تل أبيب غير جاهزة وغير مستعدة لتوسيع الجبهة في الشمال أو دخول حرب واسعة مع حزب الله، لأن الثمن سيكون مرتفعًا، خاصة بعد استنزاف القدرات العسكرية لمدة 9 أشهر في حرب الإبادة على غزة.

لكن في المقابل، توجه الحكومة الإسرائيلية والقيادات العسكرية تهديدات إلى حزب الله وتريد إبعاده إلى ما بعد نهر الليطاني، حسب شحادة، الذي استبعد أن يكون هذا الأمر مقبولًا بأي حال من الأحوال على الحزب.

وفيما أوضح أن إسرائيل، بينما تدلي بتصريحات علنية تقول إنها تريد تخفيف التصعيد، تقوم في الواقع بالتحضير من خلال تدريب جيشها وفرق جديدة على حرب مع حزب الله في لبنان، وتسحب قواتها من غزة وتوجهها إلى الشمال وتقوم باغتيالات.

هل تشهد جبهة الشمال تصعيدًا بين حزب الله وإسرائيل؟

وتابع أن إسرائيل تدرك أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، لأن هذا الأخير يقول إن وقف الحرب على لبنان سيؤدي إلى وقف الجبهة في الشمال، بينما تقول إسرائيل إن هذا الأمر غير كاف، وتريد انسحاب قوات حزب الله إلى ما بعد الليطاني.

ولفت إلى أن المؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية تعتقد إلى حد بعيد أن هناك صعوبة بالتوصل إلى اتفاق، وعلى ما يبدو أن الأمور ستتجه نحو التصعيد في جبهة الشمال.

وأشار إمطانس إلى أن كافة الجنرالات الإسرائيلية يقولون إن جيشهم لا يستطيع أن يتعامل بالتوازي مع حرب واسعة في غزة وفتح جبهة أوسع في الشمال، لذلك يدفع الجيش باتجاه إعلان انتهاء المعارك الكبيرة في غزة والانتقال إلى المرحلة الثالثة للتفرغ لجبهة الشمال.

حزب الله يمطر إسرائيل بعشرات الصواريخ ردًا على اغتيال الحاج أبو نعمة
حزب الله يمطر إسرائيل بعشرات الصواريخ ردًا على اغتيال الحاج أبو نعمة - رويترز

وأردف أن إسرائيل حاليًا في مأزق وفي ورطة، فهي تدرك من جهة أن حربًا مع حزب الله ستكون مكلفة جدًا، وعدم خوضها سيكون أيضًا معضلة إضافية، لأن قدرة الردع الإسرائيلية في حال عدم تعاملها العسكري مع حزب الله يعني تفتت قدرة الردع، وتفتت المكانة الإستراتيجية الأمنية لتل أبيب.

وفيما خلص إلى أن إسرائيل تأمل في أن يكون الحل دبلوماسيًا، بمعنى أن تفرض على حزب الله العودة إلى الليطاني، استبعد شحادة أي إمكانية لتحقيق ذلك، ما لم تكن هناك إغراءات كبيرة لحزب الله، بشرط انتهاء الحرب على غزة، حسب قوله.

ما الهدف من سياسة الاغتيالات الإسرائيلية؟

من جهته، أشار الباحث السياسي رضوان عقيل إلى أن الخطة التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي هي استمراره في عملية استهداف كوادر كبيرة من قيادات المقاومة، مشيرًا إلى أن حزب الله، على الرغم من سخونة هذه المواجهة، سيقوم بالرد المناسب.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، استبعد عقيل أن يستهدف حزب الله أي نقاط مدنية أو اقتصادية إسرائيلية، مضيفًا أن الحزب سيستهدف مجموعة من النقاط العسكرية بهدف توجيه رسالة إلى إسرائيل أنه لا يزال في الميدان وأنه لن يسكت.

ورأى أن هناك جملة من الكوابح والموانع ما زالت تمنع إسرائيل من الإقدام على عدوان كبير في لبنان، مشيرًا إلى أن تل أبيب غير قادرة على هذا الفعل الكبير لأن المقاومة ستقف لها بالمرصاد، وأن حزب الله لن يغادر أي نقطة من جنوب لبنان أو من أي موقع عسكري له.

وتابع أن الهدف من الاغتيالات بحسب الرؤية الإسرائيلية هو أن باستطاعتها تفكيك قدرات المقاومة وإرسال رسالة إلى حزب الله بأنه غير قادر على المواجهة الكبرى.

ويرى عقيل أن العامل الدبلوماسي أقوى من العامل العسكري رغم كل هذه السخونة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل.

هل بإمكان واشنطن إيقاف التصعيد في جنوب لبنان؟

من ناحيته، قال مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لورنس كورب، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يمكنها القيام بما حاولت به مسبقًا لوقف التصعيد في جنوب لبنان، مثل إيقاف إرسال الأسلحة لإسرائيل.

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أن أميركا يمكنها أيضًا العمل على التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، لمنع أي تصعيد على الجبهة الشمالية، حيث يرهن حزب الله وقف هجماته على إسرائيل بوقف الحرب على غزة.

وفيما أشار إلى أن نتنياهو لا يرغب في وقف الحرب على غزة، نبه كورب إلى أن المواجهات قد تتسع من حركة حماس في القطاع إلى حزب الله في لبنان.

وأكد أن واشنطن لن تسمح بتصاعد الأمور بين إسرائيل وحزب الله إلى حدوث حرب، حيث يعمل المبعوث الأميركي على بذل الجهود في هذا السياق، وتسعى الولايات المتحدة أيضًا للتعاون مع الأمم المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف كورب أن إسرائيل هي من تسبب في المشكلة من خلال اغتيال قياديين من حزب الله، مؤكدًا أن واشنطن لديها القدرة على التأثير لإيقاف هذه الهجمات.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تفرض الآن ضغطًا على إسرائيل للموافقة على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، حيث يتضمن تبادل الأسرى على مراحل متعددة خلال ستة أسابيع، مؤكدًا أن واشنطن تمتلك بعض النفوذ على إسرائيل فيما يتعلق بالدعم الذي تقدمه لها.

وشدد كورب على أهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، بهدف التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، لأن التصعيد في جنوب لبنان قد يتسع ويصبح أكثر سوءًا، مثلما حدث في غزة.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close