الجمعة 13 Sep / September 2024

بعد انسحابها من اتفاقية الحبوب.. روسيا تحذّر البواخر من مخاطر أمنية

بعد انسحابها من اتفاقية الحبوب.. روسيا تحذّر البواخر من مخاطر أمنية

شارك القصة

مراسل "العربي" في موسكو ومتابعة للإعلان الروسي بانتهاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية (الصورة: الأناضول)
سمحت صفقة الحبوب لثلاثة موانئ أوكرانية بتصدير 33 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى العالم، منذ تحرك أول سفينة في 1 أغسطس 2022.

وجّه الكرملين، اليوم الثلاثاء، تحذيرًا مبطّنًا لسفن تصدير الحبوب الأوكرانية بقوله إنّها ستواجه "مخاطر أمنية" إذا ما واصلت عبور البحر الأسود غداة انسحاب موسكو من اتفاق رعته الأمم المتحدة وسمح بمرور آمن لسفن التصدير، في وقت أبدت فيه روسيا استعدادها لإمداد الدول المحتاجة بالحبوب "مجانًا".

وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين: "في غياب ضمانات أمنية مناسبة، تظهر مخاطر معيّنة. إذا تمّ إقرار أيّ شيء بدون روسيا، فيجب أن تؤخذ هذه المخاطر في الاعتبار".

شروط روسية

كذلك، اتّهم بيسكوف كييف باستخدام الممرّ البحري المخصّص لتصدير الحبوب الأوكرانية "لأغراض عسكرية".

والإثنين الماضي، رفضت موسكو تمديد اتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية التي تنتهي بذات اليوم، وقالت إن الاتفاقية "توقفت اليوم، وستمدد حال تنفيذ الجزء الروسي منها".

وأضاف بيسكوف قائلًا: "لم يعد الأمر سرًا. نظام كييف يستخدم هذه المنطقة لأغراض عسكرية وهذه حقيقة واضحة".

ووصف المتحدّث باسم الكرملين موقف الدول الأوروبية بأنه "مخز" لأنّها لم تلتزم بنود الاتفاق المتعلقة بروسيا، الأمر الذي أدّى لانسحاب موسكو منه.

وبحسب بيسكوف فإنّ "هذا ليس خطأ" الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش.

وتقول روسيا إنّ الاتفاقية نصّت على إزالة العقبات والعقوبات التي تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة، لكنّ هذا الأمر لم يحصل.

وشدّد المتحدّث باسم الكرملين على أنّ بلده مستعد "بدون أدنى شك" لتصدير حبوبه مجّاناً إلى الدول الإفريقية التي هي بأمسّ الحاجة إليها.

ولفت إلى أنّ هذا الاقتراح سيكون مدار بحث مع الشركاء الأفارقة للكرملين خلال القمة الروسية-الإفريقية المقرر عقدها في نهاية يوليو/تموز الماضي، في سانت بطرسبرغ في شمال غرب روسيا.

وفي يوليو/تموز 2022 وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول، اتفاقًا لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، والتي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/ شباط 2022.

ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد بدء شن موسكو عملياتها العسكرية.

وسمحت صفقة الحبوب لثلاثة موانئ أوكرانية بتصدير 33 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى العالم، منذ تحرك أول سفينة في 1 أغسطس/ آب 2022.

وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.

توفير الحبوب "مجانًا"

أمام القلق الدولي من نقص إمدادت الغذاء، أكد بيسكوف استعداد روسيا لتوفير الحبوب "مجانًا" للدول المحتاجة، حسبما نقلته وكالة أنباء "تاس" المحلية.

وفي رده على سؤال أحد الصحافيين بشأن استعداد موسكو لتوفير الحبوب للبلدان المحتاجة مجانا، قال بيسكوف: "بالتأكيد، روسيا ما تزال مستعدة لاستبدال توريد الحبوب الأوكرانية للدول المحتاجة مجانًا حتى بعد الانسحاب من صفقة الحبوب".

وأوضح بيسكوف أن قضية إمدادات الحبوب من روسيا إلى إفريقيا سيتم مناقشتها في القمة الروسية الإفريقية المزمع عقدها بمدينة سانت بطرسبرغ نهاية يوليو/ تموز الجاري.

وتشتكي روسيا من أن القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة مع أوكرانيا أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي منتجات تعتبرها موسكو مهمة أيضا لسلسلة الغذاء العالمية.

روسيا تقصف مواقع أوكرانية

من جهة أخرى، أعلنت روسيا أنّ قواتها دمّرت في أوديسا بجنوب أوكرانيا ليل الإثنين الثلاثاء مواقع استخدمتها كييف للتحضير لهجوم دمّر جزئيًا ليل الأحد-الإثنين جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها إليها موسكو في 2014.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّه "خلال الليل، شنّت القوات المسلّحة الروسية مجموعة ضربات انتقامية، على منشآت تمّ فيها التحضير لأعمال إرهابية ضدّ روسيا الاتّحادية باستخدام مسيّرات بحرية"، مشيرة إلى أنّ الضربات استهدفت أيضًا موقعًا لتصنيع هذه المسيّرات "في حوض لبناء السفن قرب مدينة أوديسا".

وبحسب البيان، فقد أدّت الضربة الانتقامية الروسية كذلك إلى تدمير "حوالي 70 ألف طن" من الوقود في "منشآت للتخزين" بالقرب من أوديسا وميكولايف.

وأثار انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب انتقادات دولية واسعة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، بينما دعت الصين إلى استمرار اتفاق الحبوب "بشكل متوازن ومنفذ بالكامل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close