أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن قد أجرى اليوم الأحد محادثات "صريحة وموضوعية وبناءة" مع نظيره الصيني تشين قانغ في بكين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: "شدد الوزير على أهمية الدبلوماسية والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة حيال عدد من القضايا للحد من مخاطر سوء الفهم وسوء التقدير"، مضيفًا أن بلينكن دعا تشين إلى زيارة واشنطن لمواصلة المحادثات.
وفي المحادثات نفسها، أكد وزير الخارجية الصيني أن ملف تايوان يمثّل "التهديد الأبرز" للعلاقات مع الولايات المتحدة، حسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية بعد محادثات مع نظيره الأميركي.
وقال تشين غانغ لوزير الخارجية الأميركي: إن "قضية تايوان هي جوهر المصالح الجوهرية للصين، وهي أهم قضية في العلاقات الصينية-الأميركية والتهديد الأبرز" لها، وفق ما نقل عنه تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي.
البحث عن إعادة الثقة بين الطرفين
وفي تعليق على النتائج المحتملة والمتوقعة لهذه الزيارة، تقول الباحثة في الشأن الصيني تمارا برو: إنّ الطرفين الأميركي والصيني لا يتوقعان الكثير من هذا اللقاء نظرًا لكثرة المواضيع المتشابكة بينهما.
لكن الباحثة برو تشير في حديث لـ"العربي" من بيروت، إلى أن هذه الزيارة تأتي من أجل إعادة فتح قنوات الاتصال بهدف تخفيف حدة التوترات بينهما.
وتعيد برو التذكير بما حدث في الفترة الأخيرة وكاد أن يكون احتكاكًا مباشرًا في بحر الصين الجنوبي عندما اعترضت طائرة صينية طائرة عسكرية أميركية، إضافة لما حصل من اقتراب سفينة صينية مدمرة في بحر الصين الجنوبي من سفينة أميركية وكاد الأمر أن يؤدي لاشتعال فتيل الحرب في المنطقة.
تصاعد حدة التوتر الأميركي الصيني تزامنا مع زيارة مرتقبة لـ #بلينكن إلى بكين#العربي_اليوم #أميركا #الصين pic.twitter.com/jBmWoaM9QJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 12, 2023
وتوضح المختصة في الشأن الصيني أن هذه الزيارة تأتي أيضًا لخفض حدة التوترات وللتباحث حول مواضيع ليست أساسية مثل قضية تايوان التي لا يمكن أن تحل في ساعة أو يوم ويلزمها اجتماعات ولقاءات كثيرة.
وتشرح تمارا برو أنه من الممكن أن يتم التباحث حول الاقتصاد والذي تعتبره الصين مهمًا جدًا، ولا سيما بعد أن أعادت بكين فتح حدودها بعد أزمة كورونا.
وتضيف أنه بالإمكان فتح ملفات أُخرى مثل البحث في معالجة قضية الطلاب الصينيين حيث تمتنع الولايات المتحدة عن إعطاء تأشيرات دخول لمن يريد منهم متابعة تعليمه العالي في أميركا.
وبالنسبة لمسألة إعادة الثقة بين الجانبين، تقول الباحثة السياسية: إن هذا الأمر يمكن أن يتم من الطرفين حيث تقول الولايات المتحدة إنها لا تريد الصراع وأنها تريد المنافسة المشروعة مع الصين.
لكن بكين تقول، وفق الباحثة تمارا برو: إن واشنطن تقول شيئًا وتفعل شيئًا آخر حيث تقوم بإنشاء التحالفات في بحر الصين الجنوبي ودعم تايوان بالأسلحة واستمرار زيارة المسؤولين الأميركيين إليها، وهذه نقاط شديدة الحساسية بالنسبة للصين.